23 ديسمبر، 2024 1:56 ص

العرب أمة يحبون الاطلال والديار،والتراث والآثار، والبكاء على الاطلال ، وهم أصحاب ذوق وإحساس ولغة ومشاعر، يحبون الجمال ويعشقونه، تنهمر الدموع عندما نرى هذه المشاهد، التي تذكرنا بأيام خلت، الأطلال والأثار التي تحيط بالقرية تحكي لنا قصة الاباَء والأجداد الذين عاشوا هنا، هذه أماكن تجمعهم الأعراس،والولائم، ومجالس العزاء، القرية بيوتها من الطين، شمالها عين من الماء يستفاد منها لشرب الماء والغسيل، يعتمدون على الزراعة، يزرعون الحنطة والشعير يعتمدون على الأمطار، وفي وسطها العدس والحمص والفاصوليا، يعتمدون على تربية الأبقار والماعز والأغنام والدواجن، بعض منهم يتقاضون رواتب حكومية، يوجد في القرية دكان صغير لبيع الحاجات الضرورية، وفي القرية باص خشبي واحد لنقل الركاب إلى المدينة، يتجمع الركاب في مكان معلوم من القرية ، وينطلق إلى المدينة، ثم يتوجه الركاب للتسوق، وقضاء أشغالهم الضرورية ، رحلة ممتعة عبر الحقول والقرى، التي تتكرر يوميا بإستثناء الجمعة والعطل الرسمية، يجلبون معهم المواد الغذائية والمواد المنزلية الضرورية، توجد مدرسة ابتدائية واحدة، الذي يتخرج منها، اما يلتحق في مدارس المدينة أو يلتحق بالعمل لتوفير المعيشة لعائلته، وفي المساء بعد العمل المرهق في الزراعة والرعي يجتمعون في أحد بيوت القرية، وهم يستمعون إلى برامج الإذاعة، وخاصة البرامج البدوية و الأخبار، للاطلال والآثار مكانة في قلوبنا، و ذكرها الشعراء في قصائدهم الجميلة، وفي المعلقات….
لخولة أطلال ببرقة ثهمدتلوح
كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقل آخر…
يادار مية بالعلياء فالسند
أقوت وطال عليها سالف الأبد
وقال آخر…
كم من منزل يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزل
تلك الأيام الجميلة نحن إليها حنين الناقة…. واتمنى من الله أن تكون الأيام القادمة أجمل.