من دون مقدمات أزوق بها رسالتي التي أأمل أن تصل إلى أسماع الجميع وأولهم المعنيون بالأمر من مسؤولي وزارة التربية والتعليم وقبلهم وزارة التعليم العالي,التين فاجأتنا بقرار فردي من أعلى هرم الوزارة الذي قرر من تلقاء نفسه ودون استشارة صاحب الشأن في تصرف اقل ما يقال عنه انه يفتقد لأبسط قواعد السلوك القانوني والشرعي ألا وهو قيام الوزارتين باستقطاع مبلغ ( 1000) دينار من الراتب الشهري للموظفين من أساتذة وغيرهم , وكان هذا الاستقطاع كما مبين في قائمة الراتب لشهر أيلول 2013 مدرج في حقل (نادي الكرخ الرياضي) ولا أدري ما علاقة وزارة التربية بنادي الكرخ الرياضي !؟. وما علاقة منتسبي وزارة التربية بالنادي؟ وهل أن هذا الاستقطاع جاء بناءً على استطلاع للرأي أو عن طريق صناديق التبرع أو عن رغبة الموظفين بالتبرع؟ وهل أن المدرس أو المعلم بحاجة إلى التبرع ليثبت أنه صاحب (غيره) ويشجع بلده في مجال الرياضة؟ أم هو محاولة استنساخ وتذكير بتجارب الأمس القريب التي كانت تستفزنا جميعا في زمن الحاكم الأوحد الذي رفع شعار : ((أذا قال صدام قال العراق ))وبالتأكيد نتذكر جميعا حين كان يستقطع من رواتب الموظفين في العراق مبلغاً لبناء(( الملوية في سامراء)) ؟ أو كما فعل وزير التعليم العالي آنذاك بتبرعه بثلث المخصصات الشهرية التي كانت تخصص لطلبة المحافظات (( للمجهود الحربي )) وجاءت وزارة التربية لتكون السبّاقة وتعيد إلى الأذهان هذه الفكرة التي غابت عن الكثير من المسؤولين والقانونيين !
علل البعض من المنتسبين بأنه سبق وأن صرح معالي وزير التربية بنية الاستقطاع هذه، أنا عن نفسي لم أسمع بذلك ولو افترضنا جدلا انه صرح بذلك فالسؤال المطروح هو : هل يحق لوزير أو أمير أو رئيس وزراء أو رئيس جمهورية أن يصرح هكذا تصريح أو يتخذ مثل هذا القرار؟ فالناس مسلطون على أموالهم يتبرعون أو يعطون لمن يشاؤون ولكن برغبتهم ومن دون أي إكراه, إلا إذا كان المسؤول يعتقد بأن الموظف أجير عنده وليس عند الدولة وهو حر في أن يستقطع من راتبه ما يشاء كيف يشاء ويهبه لمن يشاء.
البعض قال لو كان لبناء مدرسة فمن الممكن أن نقبل، والبعض قال بأن المبلغ قليل لا يستحق كل هذه الضجة وهو لشهر واحد فقط، ومنهم من قال بأن الاستقطاع سيكون في كل شهر إلى ما شاء الله، وقال آخرون قد يستمر هذا الفعل حتى يفوز نادي الكرخ الرياضي ببطولة الدوري العراقي ثم الأسيوي ولم لا ثم بطولة أندية القارات!
على العموم لست هنا بصدد القول أن الوزارة قررت بشكل فردي دعم ناد ربحي يستقطع من مشجعيه مبالغ الدخول إلى الملعب ويسعى لمجد شخصي وهو الفوز بالبطولات فهذا حق لأي ناد لكن الذي يعنيني بالموضوع هو كيف أقدمت الوزارة رغم أن من هم على رأس الهرم فيها خلفيات أغلبهم إسلامية وكيف تصوروا أن من حقهم أن يتخذوا قرارات على حين غفلة بالنيابة عن المنتسبين.
والسؤال هو إلى متى ستدوم نظرة عدم الاحترام لمنتسبي هذه الوزارة؟ فهل لأنهم مستضعفون منذ مدة طويلة ؟ ولهم نقابة تقاتل من أجل ضمان أبسط حقوقهم ولا أحد يستجيب لها؟ أم لأنهم قد نعتوا سابقاً بأوصاف يعرفها الجميع من قبل وكيل الوزارة (الإبراهيمي) وعدَّت عليه بسلام دون أي اعتذار أو حياء منه لهذه الطبقة التربوية والمفارقة انه وبعد قرار الوزارة باستقطاع المبلغ من هذه الطبقة بالإكراه يخرج علينا اليوم ليصرح بتصريحات تشد على عضد وتمدح هؤلاء المنتسبين الذين هم ((الغالبية)) كما عبر عنهم سابقاً!.
نصيحتي لكل مسؤول في وزارة التربية كان قد أخذ على عاتقه إصدار مثل هذا القرار “أن استغفر لذنبك إنك كنت من الخاطئين” وأن تصرفك هذا لا يستند لأي مبدأ شرعي أو قانوني وأن تحاول في أقرب وقت إرجاع المبالغ المستقطعة إلى المنتسبين (إلا من قبل منهم هذا القرار) أو أن تتبرع من مالك الخاص لأي نادٍ رياضي كان أو غير ذلك، وأن تهتم بأمور تعتبر من أولويات الوزارة وهي كثيرة والحمد لله إذا كنت تعلمها، وإذا لم تكن تعلم أو لم تحدد هذه الأولويات فعلى الوزارة السلام والسلام عليكم.
منتسب في وزارة التربية