لا يختلف اثنان على إن مسعود بارزاني أخر الطواغيت في مساحة العراق الحديث وان استمرار بقاءه يمثل انتكاسة حقيقية لقيم الإنسانية والحرية والديمقراطية وليس أدل على ذلك ما يحدث في الإقليم من اضطراب وفوضى وإزهاق للأرواح وتضييق على المعارضة وعلى نواب التغيير بسبب رفضهم لديكتاتورية البارزاني وفساده وفساد بطانته والتي بدأت تقترب من نهايتها الحتمية.
وبارزاني كسياسي كردي قبلي استهوى لعبة الخيانة والإذلال يدفعه حلمه الأزلي لإقامة دولة عنصرية كردية لم يطلع فجرها بعد ومن غير التوقع ان تتحقق أحلامه لان التحديات التي تقف بوجه دولته أقوى بكثير من أحلامه ومؤامراته وعنترياته الفارغة،حتى وهو يستعين بصدام على قتل كرد السليمانية وتثبيت أركان طغيانه واستهتاره…. ومن يستعين بصدام والبعث على الكرد لن يتأخر في الاستعانة باليهود على العراقيين وبداعش على شيعة العراق ورجاله.
ولان مسعود يفكر بطريقة ماسونية غبية لا تنتمي الى الطبيعة الإنسانية والمنظومة الأخلاقية فانه مضى بعيدا في توسعه وأحلامه ولم يلتفت الى ما بناه الشيعة مع الكرد من مواثيق وعهود وتحالفات إستراتيجية أملتها ظروف المعانات والاستهداف المشترك من قبل الطواغيت وثبتتها الهوية العراقية الخالصة،فتجاهلهم دون ان يعرف قدرهم وقدرتهم بانيا تصوراته على ما اختزلته مفكرته المتهرئة من عالم التوافق السياسي والرغبة ببقاء عراق موحد بجميع أبناءه وطوائفه.
ان محاولة مسعود استغلال أوضاع العراق وانشغال أبناءه بمحاربة داعش ورفع علم كردستان على كل منطقة يتم تطهيرها من داعش إنما يعكس تدهور حالة الرجل وإصابته باضطراب نفسي مميت وهو يحاول تحقيق حلم الدولة الازلية متجاوزا لكل القيم والاتفاقات والاستحقاقات والنواميس.
لن تكون سنجار كردية ولن تختبئ تلعفر تحت إبطي مسعود ولن تركع منارة الموصل لاستهتار البيشمركة ولن تزف كركوك ذليلة لمسعود ولن يرتوي بارزاني من عصير رمان وبرتقال مندلي وديالى.
ان اكبر خطا يمكن ان يرتكبه مسعود هو استعداءه لشيعة العراق لان هؤلاء لا يقبلون التراجع او الانكسار او الاحتواء والإذلال وإذا كان يعتقد ان قبول سنة العراق بتجاوزاته وتوسعه مدعاة له لان يجرب التجاوز على شيعة العرق فهو واهم لان أهلي إنما يشاركون مسعود أمنياته في الملك وفي الصبر على مسعود لمحاولتهم استغلاله وإعادة عقارب الزمن الى الوراء وإعادة حكم الأقلية.
مسعود كاد ان يفقد الجبل وهولير خلال ساعات لو ان أمريكا تأخرت عن نصرته وأوقفت تقدم داعش لكن فتوى واحدة مكنت الشيعة من تحطيم جبروت داعش وإذاقتهم ذل الهزائم وكشفت كل ارتباطاتهم وامتداداتهم ومن يقف ورائهم ولا اعتقد ان الكرد يستحقون فتوى مشابهة.
لن تستطيع أمريكا ولا إسرائيل ان تشفع لمسعود اذا أراد ان يتجرا على شيعة العراق وحاول ان يجعلهم تحت جناحيه لان فصيلا واحدا نكس هامة إسرائيل كيف إذا اجتمع الجميع تحت راية المرجعية والحشد الشيعي المرعب.