19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

إلى كل من حرق بيادر الحنطة والشعير

إلى كل من حرق بيادر الحنطة والشعير

إلى كل من ساهم بحرق مزارع الحنطة وبيادر الشعير ، أكان سياسيا أم كان ذيلا ذليلا ، أو ممن كان يسعى لجعل عراقه تابعا للغير اقتصاديا ، أو ممن أراد لبلده أن يبلغ مرحلة الجوع وهي أعلى درجات الفقر ، إلى كل هؤلاء والى كل المترفين بالمال السياسي نقول من لابنتج الدقيق سيصبح يوما عند خانة الرقيق ،
كان وادي الرافدين على مدى تاريخه القديم والحديث منتجا للقمح وكانت كل الجهود قديما وحديثا تعمل على خلق شبكات الرى ومشاريع الزراعة ، وشرعت القوانين الملزمة للانتاج وتطوير وسائل نقل المحصول إلى عنابر خزنه أو إلى مريديه ، وكان العراقيون يشبهون لون السنبلة الصفراء بالذهب اللامع ، وأي شئ اغلى من الذهب ، لقد كانت السنابل ثمينة إلا عندكم ايها الغرباء عن هذا الوادي العريق ، البيادر كانت في حدقات العيون ، وعندكم صارت في بطون النيران وحقد الجيران ، ونود فقط أن نذكركم ايها العرافة من السياسيين أن مجموع الحرائق التي لحقت بحقول الحنطة والشعير بلغت ٢٧٢ حريقا حسب بيان الدفاع المدني عام ٢٠١٩ ، والمئات في العام ٢٠٢٠ ، وربما مثلها في العام ٢٠٢١ ، وكما صرح السييد سلام الشمري عضو لجنة الزراعة البرلمانية ، أن حرق المحاصيل الزراعية جاء بعد إعلان وزارة الزراعة وصول العراق الى الاكتفاء الذاتي من المحصولين ، وان البلاد ستبدأ قريبا بالتصدير ، واليوم أيها السادة ، العراق بفعل كل الايادي الخبيثة ينتظر فرحا استقبال باخرة محملة بالحنطة الأسترالية،
ان العراق في الأربعينات والخمسينات واواسط الستينات كان يصدر القمح والرز والتمور ، وكانت الدوب تمخر عباب دجلة الخالد إلى الجنوب حاملة خير العراق الى الاخرين واليوم العراق ينتظر الخير من الآخرين وشتان ما بين امس العراق المنتج للطعام وبين هذا اليوم الذي صار فيه العراق محرقة لذاك الطعام…