18 ديسمبر، 2024 10:04 م

إلى عشاق الكرسي

إلى عشاق الكرسي

احييكم و اغبطكم على روح العشق فيكم، و اتالم عليكم لان عشقكم غرام و ان الغرام همٌ و عذاب (إن عذابها كان غراما). اغبطكم لقربكم من الجنة إن احسنتم و أتالم عليكم لقربكم من النار ان أخطاتم و ظلمتم.يا عشاق الكراسي تذكر كلمة (علي بن ابي طالب)(عليه السلام) يوم قال )إن اخوف ما اخاف عليكم إثنان، إتباع الهوى و نسي الأجل). فلا تلهث وراء الدنيا و لذاتها فمتاعها زائل لا محالة ليس له ضامن ولا وكالة و يوم تقوم الساعة يُقيّم الفرد باعماله لا بكرسيه و أمواله.لا تعدُ وراء سراب خادع ليس له حدود ولا رادع، فتحب القصور و تنسى القبور تُقرب اغنياء الناس و تنسى فقراءهم، ناسيا إن المال هو مال الله و ان الغنى لله وحده (و لقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرةٍ و تركتم ما خوّلناكُم وراءَ ظُهورِكم) و تذكر قول الباري عز و جل (قُل متاعُ الدنيا قليلٌ و الآخرةُ خيرٌ لِمن إتقى و لا تُظلمونَ فتيلا)، أن اصغي لقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه و آله و سلم) القائل :(لا تُكلفوهم من العمل ما لا يُطيقون فإذا كلفتموهم فأعينوهم)، أن اسبر أغوار أحاديث محمد (صلى الله عليه و آله) الواجبة الاتباع و التطبيق و التي تمثل فلسفة في العمل و في التحفيز النفسي و في الاقتصاد حين يخاطبك قائلا: (على صاحب العمل ان يوفر للعامل مسكنا يؤويه و مطعما يسد جوعته و مشربا يروي غلته و ثوبا يستر عورته) فأنت رب العمل و انت قائد الركب فعليك الامتثال لآيات العزيز الكريم و تطبيق سنة نبيه الصادق الامين . و لا تنسَ الموت، فهو اقرب اليك من صاحبتك و بنيك فيوم تقوم الساعة (لكلِ امرءٍ شأنٌ يغنيه) و تذكر قول القدير (و نحنُ اقربُ اليهِ من حبل الوريد) تذكر الموت و لا تغتر، فلا تَظلم كما تحب ان لا تُظلم ، و تذكر اننا اليوم آكلون و غدا ماكولون.
قد طالما اكلوا فيها و شرِبوا
فاصبحوا بعد طول الاكل قد أُكلِوا
و طالما كثروا الاموال و ادخروا
فخلفوها الى الاعداء و ارتحلوا
سَل الخليفة إذا وافت منيتهُ
اين الجنودُ و اين الخيلُ و الخُولُ
يا عاشق الكرسي أن تصفح التاريخ قليلا، هل دام كرسي لاحد؟ و تذكر انك لست الافضل و الاحسن فلقد قالها لك ابو بكر الصديق (رضي الله عنه) )وُليتُ عليكم و لستُ بخيركم) فهو اعتراف من صاحب رسول الله من انه ليس الافضل و تواضع منه و طلب المساندة و المساعدة و المشورة لا الاستبداد بالراي (فأن احسنت فأعينوني و إن اخطات فقوموني) ثم تاتي الاجابة من الشعب بما يسمى اليوم بالديمقراطية و الشفافية صاعقة كالبرق عاصفةً كالرعد (لو راينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا) يا عاشق الكرسي تذكر كلمة يرددها إخواننا في اليمن (مصنع العرب) إن (الوظيفة تكليف لا تشريف)، فانت خادم للناس لا رئيسا لهم حارسا لهم لا ذئبا عليهم، امينا على اموالهم لا سارقا لها، ينامون ثم تنام ، ياكلون ثم تاكل. و رحم الله (عبد الكريم قاسم) يوم خاطب الفقراء قائلا (لا اسكن دارا حتى تسكنون). و رحل الرجل و هو لا يملك قوت يومه و لم يملك مسكنا ياويه لكنه سكن قلوب الملايين من الفقراء.و انت ايها العاشق الولهان رعاك الله صاحب العرش و الميزان إن كنت من عشاق السلطة و القصور تمهل قليلا و تذكر اصحاب القبور، و القبور نوعان ، اولهما روضة من رياض الجنة (و جنة عرضها السماوات و الارض اُعدت للمتقين) و ثانيهما حفرة من حفر النيران (يوم تشهد عليهم السنتهم و ايديهم و ارجلهم بما كانوا يعملون). فاختر و لا تحتار و كن مع الله و مع الابرار. تذكر ان (الناس سواسية كاسنان المشط)، تذكر انه (لا فرق بين اعجمي و عربي الا بالتقوى)، تذكر يا اخي العاشق من انك ستدخل الجنة بتذكرة مجانية هي الايمان بالله و مخافة الله و تطبيق شعيرة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، و تذكر يا اخي من انك ستلج النار بتذكرة باهضة الثمن و تذكر ان الواحد الاحد يقول(انا املأ كفة الميزان بالحسنات بنصف تمرة على ان لا يُقصد بها سواي). فاكسب يا اخي مرضاة الخالق لا المخلوق. أما زلت حائرا اخي عاشق الكرسي؟