23 ديسمبر، 2024 8:16 ص

إلى شهيد الفلوجة ..

إلى شهيد الفلوجة ..

إلى من تحدق عيناك ؟!!
إلى جيش لبس رداء التحرير غدرا
ام الى برلمان استباح لقتلك عذراً
ام الى شعب مُطاع  لاسياده  وعمائمهم أمرا 
وطنك نسائهم مأســورةً..
 ورجالهم مذلولة
 وأسيادهم يتضرعون الى الأجانب حيلولة 
 
إلى  من تحدق ؟!
اتضن نظراتك ستجرح عار ساستنا
او تهز صوامع الجبناء في مساجدنا ؟!
لا يا طفلي الصغير ..
فقد مات الحياء
 في بلد كل شي فيه مستباح
لم يعد الانسان سوى نعاج
للحاكم قدّس سراه
هاي هي شظايا الغدر تغتال عمرك الأزهر 
وحتى اسمك لم يُذكر !
مدينتك تُغتصب وتُلعن
باسم الله والوطن انت تُقتل
وباسم التحرير نغتال حلمك الأخضر  
اليوم أنتَ ..
 وفي الأمس يوسف الأصغر
وفي كل يوم في العراق يوسفٌ يُقتل
لا حياة لمن تنادي ..
الشعر في المنفى
والجواهري يُنسى
والمتنبي تبرأ من أمة تخلع تاجها لكسرى
ودجلة تنادي فرات بلا جدوى
وقصائد الحب تُرثى
وآثار جدك يونس تُمحى
وبلد السواد بأكفان البياض تغطى  
 
الى من تحدق ؟!
لا يوجد في بلد الأموات من يسمع
ولا من مُغيث يفقه    
الكُتّاب في محال الصرافة منشغلون
والشعب في جحيم المذهب ملتهبون
والساسة في فروع الدين ينظرّون   
تضرع ..
 لعل موتك من الفرقة الناجية يصنفون
 
الى من تحدق ؟!
 نم بسلام يا صغيري 
فقد مات الشرف والأمان ..
وأخذ معهما أسطورة السلام
في بلد كان – في يوما ما –
 يُعرف ببلد السلام