ها نحن نلتهب مع قدوم فصل الصيف قبل الأوان ، فلا أهلا ولا مرحبا ! ، وتطالعك المحطات الفضائية بإعلانات لا تُعد ولا تحصى ، بماركات لم نسمع بها لأجهزة التبريد ، وقد بلغت حدا من الإبتذال والسخافة من قبل ممثلين مفلسين كحالنا ، إعلانات ذات حبكة سخيفة يبدو إنها صُممت على عجل ، يتحدّثون عن خلق جنّة في منزلك وأنت تهرب من الحر ، يبدو أحدهم متوتر الأعصاب ، مُتَعرّق ، ليكتشف إن في بيته (سبلت) نسي أن يشغله ! ، أو تعالج المعاناة من أجهزة تكييف عاطلة ، ليأتي أحدهم وهو يغريه بشراء (الماركة الفلانية ) ، وكأنها (بفلس ونص) ! ، وغير ذلك من هذا الهراء ! .
فهل تعلمون (يا أصحاب شركات الإعلان ) ، أن البلد خالٍ عمليا من الكهرباء ؟ ، بماذا سيفيدنا المكيف أو السبلت (الفلاني) ونحن بلا كهرباء ؟ ، هذه الشركات تعلم جيدا ، أن الكهرباء تزورنا لعشر دقائق ، لتنطفئ مدة 5 ساعات ! ، بحيث لا نلحق بنسماتها لتداعب جباهنا التي يجري عليها العرق أنهارا ؟ .
هذه الأجهزة مصممة للعمل 24 ساعة في اليوم ، في دول الأوادم ، وليست دولة فاشلة وفاسدة ومتخلفة من كل الوجوه ، ويقوم جهاز تنظيم الحرارة (الثرموستات) ، بتنظيم عمل هذه الأجهزة ، وإن توقفت لساعة واحدة ، فستحتاج إلى عدة ساعات للوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة ، وفي هذا هدر كبير للطاقة ، هذه الأجهزة لا تعمل على مصادر طاقة (ترفك لايت) حرفيا ، تلك التي يعاني منها 99% من الناس ، فبالإضافة إلى تقليل كفاءة هذه الاجهزة ، فستصيبها بالعطل ، هذا إن كانت الكهرباء بفولتية 220V ، وهو أمر نادر جدا ، فالفولتية التي تصلنا من الكهرباء (الحكومية !!!) تتراوح بين (150-180فولت) ، وتصوروا تأثير هذه الكهرباء (الطايح حظها) على ضواغط (كومبريسرات( هذه الأجهزة ، فيضطر المواطن إلى ربط جهاز حماية ، فلا يجعلها تعمل مطلقا ، أيتها الشركات ، هل تعلمين إن أجهزة التكييف الخاصة بالمواطن مليئة بالغبار ، ونسجت فيها العناكب بيوتا ، على الأقل من الآن وحتى نهاية شهر أيلول ! ، إعلاناتكم لا تفرحنا ، بل تزيدنا غضبا وضيقا وتبرما ، فعلى مَن تضحكون ؟!.
هل تعلم هذه الشركات أن العاصمة بغداد ، قد حصدت كل الألقاب الإحصائية المخزية بسبب (شهامة) المسؤولين ، الذين لو كانت لديهم ذرة من الكرامة ، لأنتحروا جماعيا بسبب العار التاريخي الذي ألحقوه بالبلد ، هل تعلم أخي القارئ ، أن أخبار (السومرية) نشرت خبرا أن بغداد غير صالحة للسكن بسبب إختفاء المناطق الخضراء والمتنزهات ، التي إحتلّها السيد فلان والحاج علّان ، ليبني بها مولاته وأسواقه الفارهة وما ألحق منها لبيوت المسؤولين ، فكيف لا تريدون من الصيف أن لا يحرقنا بعد أن أحرقوا كل بساتين بغداد ، وأماتوا أحزمتها الخضراء إما عطشا ، أو قلعا !.