الاجواء السائدة في المنطقة خاصة وأمريكا والعالم منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد ” ترمب ” تعيدنا بالذاكرة إلى الوراء لأكثر من سبعة عشر عاماً , وتحديد بداية وصول الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش إلى البيت الأبيض صاحب شعار ( من لم يكن معنا فهو ضدنا ) !, وما تخلل تلك الحقبة السوداء من تهديد ووعيد تجاه محاور الشر وسياسة الاحتواء المزدوج لكل من العراق وإيران وكوريا الشمالية وأفغانستان ؟, لكن الشر لحق فقط بالعراق الذي تم سحقه وتدميره وتسليمه على طبق من ذهب للجارة إيران تعبث به كما تشاء .. تنهب تسرق تقتل تستبيح ترشح رؤوساء وزراء وجمهورية وتشكل الحكومات والقضاء والبرلمان والوزراء والمدراء والمحافظين ومجالس المحافظات والبلديات والقادة في الجيش والشرطة والأمن والمخابرات ولا أحد يقول لها على عينك حاجب .. ومن اعترض أو انتقد سياساتها ومشروعها أصبح في خبر كان بغض النظر عن قوميته أو مذهبه أو قربه وبعده من مشروعها , وأبسط مثال على ذلك .. ما جرى للنائب السني المسكين أحمد العلواني .. ناهيك عن اغتيال محمد باقر الحكيم وعز الدين سليم ومحافظ البصرة الأسبق محمد مصبح الوائلي وتفجير مرقد الإمامين في سامراء وغيرها من الجرائم والانتهاكات التي حدثت في العراق تحت أنظار ومراقبة ومباركة الشيطان الأكبر لها !؟, كما أن هذه الأجواء الحالية تذكرنا أيضاً بالحملة الإعلامية المحمومة والغير مسبوقة في تاريخ العالم , وكيف تمت شيطنة النظام العراقي السابق وأنه يهدد بفناء ونهاية العالم بسبب ما يمتلكه من أسلحة دمار شامل .. ألخ . وما رافق تلك الحملة الإعلامية المسمومة والمحمومة من عرض عضلات واستعراضات عسكرية من قبل أمريكا وحفائها , ومقارنة عدد وضخامة القوات من حيث العدة والعديد ونوع الأسلحة الأحدث في العالم والتسليح لكلا للطرفين .. والتصريحات والتهديدات والعنتريات المرافقة للحملة لتهيئة الأجواء للحرب والعمل العسكري المحتمل … إبان وصول بوش الأبن للبيت الأبيض وما كان معد له من دور وسيناريو يقوم به خلال فترة حقبته الإجرامية , والآن نفس السيناريو والمشهد يتكرر بشكل مماثل وربما مطابق 100% مع وصول السيد دونالد ترمب وتهديده لإيران وحلفائها !؟.
الغريب أو المستغرب أو المستجد والمستحدث مع بزوغ فجر الرئيس الأمريكي الجديد .. ليس فقط التراشق والتلاسن بين أمريكا وإيران وإلى أين ستصل الأمور بين الطرفين .. للحرب أم للحلب فقط !؟؟؟, لكن الأمر والأدهى هو أن أغلب من يدور في الفلك الإيراني من زعماء وقادة وعناصر المليشيات التي تقاتل الإرهاب جنباً إلى جنب مع أمريكا .. تهدد وتتوعد أمريكا نفسها !؟, ناهيك عن أن جميع الحركات والمنظمات والمليشيات تطلق تهديدها ووعيدها من دولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية وترتبط معها باتفاقية عسكرية وشراكة طويلة الامد مبنية على أساس اتفاقية الإطار الاستراتيجي المشترك , ناهيك عن أن العراق أصبح يدور في الفلك الغربي الأمريكي رسمياً منذ عام 2003 , ويقاتل جيشه ومليشياته وحشده الشعبي المقدس الذي أصبح مؤسسة عسكرية رسمية معها في صف واحد في الحرب المعلنة على الإرهاب المزعوم ” داعش ” ليس فقط في العراق … بل حتى في سوريا , وبغطاء جوي أمريكي غربي تشارك فيه أكثر من 60 دولة .
من هنا ننصح قادة المليشيات وعلى رأسهم الجنرال المعمم ” أوس الخفاجي ” ومن لف لفه , لنختصر عليه وعليهم الوقت وطول الطريق وعناء السفر بالتوجه لليمن أو البحرين أو فلسطين … !, ذلك لأن أكبر سفارة في العالم موجودة في العاصمة العراقية بغداد وتحديداً في المنطقة الخضراء ..؟, وكذلك يوجد عدد لا بأس يه من الشركات الأمنية الأمريكية التي تحمي الدولة والحكومة والسفارات الاجنبية قوامها 17 ألف بين جندي وشرطي ومخبر سري أمريكي وأجنبي يتقاضى كل عنصر منهم ألف دولار باليوم , ما عدا الكلاب التي يتقاضى كل كلب راتب شهري قدره 7 ألف دولار , وهنالك شركات وقنصليات تجارية في طول العراق وعرضه !, ناهيك عن القواعد العسكرية العلنية والسرية في جميع أنحاء العراق .. فلماذا إذاً كل هذا النهيق والنعيق والزعيق عندما يخرجون علينا بعض قادة المليشيات المدعومة والممولة والمسلحة أمريكياً والموالية والمؤتمرة بأمر الولي الفقيه ويشرف عليها ويتزعمها الجنرال الإيراني قاسم سليماني .. وهم يزبدون ويهددون ويتوعدون أمريكا ورئيسها الجديد من مغبة التحرش أو ضرب سيدتهم إيران ..؟, ويتوعدون هذه المرة بقصف وتفجير بوارجها قرب سواحل اليمن السعيد !؟ في حين جميع القواعد الأمريكية والمعسكرات والخبراء العسكرين والمدربين أقرب لهم حتى من أرنبة أنوفهم … !؟؟. فلماذا بيع كل هذه العنتريات وعرض العضلات الفارغة واطلاق الشعارات الممجوجة منذ 39 عام … كلا .. كلا .. أمريكا .. والشيطان الاكبر والاصغر والموت لإسرائيل , ومنذ عام 2003 الموت للنواصب ..!؟, بالضبط كما هدد وتوعد الزعيم الأوحد مقتدى الصدر قبل عدة أيام الإدارة الأمريكية بأنه سيشكل جيش عرمرم أوله في القدس وآخره في الحنانة ( النجف ) , في حال تجرأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نقل السفارة الأمريكة من تل أبيب إلى القدس المحتلة … !؟, ولهذا يبدو من خلال تصريحات وتغريدات الرئيس ترمب البارحة عندما أكد بأن القرار … أي قرار نقل السفارة يبدو صعب … !؟. وهذا يعني أنه أخذ تهديدت سيد ” مقتدى الصدر ” على محمل الجد .. من يدري !؟, أيضاً لا نستبعد ولا نستغرب أبداً في الأيام القليلة القادمة بأن الإدارة الأمريكية ستخفف من لهجتها وتهديدها ووعيدها تجاه إيران !؟, وربما في نهاية المطاف ستتخلى وستتراجع أمريكا تماماً وسيعتذر دونالد ترمب من إيران ؟, بعد أن أطلق رومل الصحراء أوس الخفاجي تهديده وتحذيره بضرب وتدمير البوارج والأساطيل وحاملات الطائرات الأمريكية في خليج عدن وغيرها من المناطق مستقبلاً … من يدري !؟