23 ديسمبر، 2024 7:20 ص

إلى حكام البصرة الحاليين والسابقين، والى الحالمين الجدد،  بمناصب اقليمها المأمول أن يكون قاعة  واسعة مستأجرة في اعياد الطائفية ،والفقر ،والظلام. لكم اقول بعد التحية والاحترام:
يشتهر اهالي البصرة ،كما هو معروف ، أنهم أناس طيبون، مسالمون، محبون لوطنهم،  ومتصلون اتصالاً مباشراً بالاشتياق والتعاون، بعضهم مع بعض. لا ادري هل أنكم، أيها السادة، تعرفون هذه الحقائق عن اهالي مدينتا أم ان مشاكل المحاصصة والمناصب اصبحت تقوّض رؤية المسئولين الحكوميين في محافظتكم ،حتى صاروا وصرتم ،ايضاً،  غير قادرين على تلبية مطالب الناس الحياتية.

·       مستشفياتكم غير قادرة على انجاد الحوامل.

·       مدارسكم لا علوم فيها ولا نصائح.

·       سجونكم صارت أكبر وأوسع من المكتبات العامة.

·       نخيل البصرة بلا ماء وتمرها صار بلا سكر.

·       ليلى وأفروديت تخافان من الاختطاف والاغتصاب عند الجوال في الشوارع.

·       هواء المدينة وصحرائها واهوارها صار ملوثاً ومسموماً.

·       صار ماء شط العرب مجّاً يكشّ منه حتى الغراب.

·       أخيرا صارت الظلمة دامسة، ليلاً ونهاراً.

باختصار نلاحظ وتلاحظون أن فضاء البصرة، من اقصاها إلى أقصاها، انتهى فيه التماع ضوء الكهرباء المسروقة تخصيصاته والمحطمة موّلداته. منهما توّلد غضب الناس في شمال البصرة ووسطها وجنوبها ، بينما كنتم انتم ، أيها السادة القادة، ماردون في قصوركم وحدائقها وبساتينها ، متغوّلون في شوارعها .

غضب الناس الفقراء على حكامهم وعلى اهمالهم، حيث  الاعشاب الخضراء ماتت.. والماشية ماتت.. اليتامى ماتوا.. في وقت ظلت فيه شفراتكم الطائفية الحادة تتلاعب بمشاعر الناس وارواحهم، ثم تحوّلت الشفرات إلى عقارب وأفاعٍ وإلى رصاص في صدور الشبان المتظاهرين في قضاء (المديْنة) فقتلتم شاباً يافعاً، وجرحتم عشرات آخرين. لا شك أن  رصاص شرطي (مأمور) لن يتحرّك إلاّ بأمرٍ من حاكمٍ (آمر). بذلك يتدحرج المأمور والآمر إلى جريمة القتل العمد.

لم تنزل دمعة من عيونكم لأنكم فعلتم مثلما فعل (الآمر) و(المأمور) على متن  المدرّعة الحربية التركية (مرمريس) في الزمان العثماني المحتل، حين  قصفت أهالي مدينة (القرنة) يوم غضبوا في القرن التاسع عشر.. فعلتم مثلما فعلتْ قوات بريطانيا العظمى في معارك الشعيبة والقرنة خلال الحرب العالمية الاولى .. فعلتم مثلما فعل وزير الداخلية عام 1933 عندما طيّر الطائرات ليقصف الفلاحين المتمردين في قضاء (القرنة) وناحية (المديْنة) .. فعلتم مثلما فعل الدكتاتور صدام حسين حين ضرب (القرنة) و(المديْنة) بالمدفعية والهاونات لقمع انتفاضتهم في عام 1991 .

باختصار أقول أن التيوس وحدهم هم اعداء الفلاحين الساعين الى النور في ارياف البصرة والقرنة والمديْنة. التيوس، وحدهم  مَنْ يعتمد على المتراس المسلّح لحماية انفسهم وقصورهم من غضب الناس المسالمين على حكامٍ انزلوا بالبصرة ،كلها، خراباً كبيراً مستعجلاً حوّلوا فيه القمح الى تبن ،وبساتين الكروم الى جوع. حولوا دولارات الثروة النفطية إلى هدر. ثم اصطفت اقاويلهم على الشاشات التلفزيونية بأكاذيب تحوّل فيها الوطن الى هراء.

ختاما اطلب التحكيم ليس من الله لأنكم لا تخافون منه ..لا اطلب التحكيم من البرلمان لأن قضيته الوحيدة هي ان يحفظ نفسه من اغراءات العدل والحق..  لا اطلب التحكيم من القضاة لأنهم شرّدوا أنفسهم  في العطالة والجهل بالقانون وتجاهل العدالة.

 لكنني اطلب التحكيم من عدالة صوت الفقراء حين يصرخون متفائلين وحين يتظاهرون غاضبين وحين يواصلون الكفاح السلمي، الديمقراطي، الحر، ليكون لهم تاريخ في سجل الانسانية وأن تتوفر لهم فرصة استدعاء واستعادة حقوقهم، التي لا تبلغ الارض والواقع الا بالغضب الشرعي والمشروع .. لا يحدث شيء الا بغضب مظاهرات ممتزجة بالعدل والسلم وليس بالقتل ..لا يتحرك شيء الا بالغضب الديمقراطي الحق .. لا يتحقق اي شيء من العدل والحق بمعجزة.

هناك هدف انساني معروف لأهل البصرة ولأولادهم ولإحفادهم، في الحاضر والمستقبل، لكي تظل البصرة معطاء لكل العراقيين ليست حدباء أمام اهاليها ..

لحكام البصرة الجالسين الجاثمين في قمة مناصبهم أقول ناصحاً:  لا تركبوا اوتوبيساً واقفا .. لا تعقدوا مواثيق مع الفاسدين الشياطين للحصول على مكاسب محفوفة بلون دماء الناس الفقراء.

يكفي ركوب حصان الكذب والنفاق والتسلط،  والركض في براري الباطل، لكي لا يكون قاتل المتظاهرين في البصرة  حراً ولكي لا يكون قاضي التحقيق في قضاء (المدينْة)  ليس حراً، خاصة وأن فترةالـ48 ساعة المحددة لاستكمال التحقيق الجنائي قد انتهت من دون ان يُعلن ، حتى الآن، عن شرب (الليمون بالنعناع) نخب ظهور الحقيقة الناصعة.