قبل أكثر من شهر وتحديدا في يوم 19 / 1 / 2014 كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان (( أيها البرلماني العراقي وطنيتك وشرفك أمام الامتحان التاريخي )) , استعرضت فيه منهج وسياسة حكومة إقليم كردستان القائمة على أساس نهب وسلب كل ما يمكن نهبه وسلبه من ثروات و أموال الشعب العراقي , وحينها كنت قد توّجهت في المقال المذكور إلى النوّاب في مجلس النوّاب العراقي بهذا الخطاب (( أيها البرلماني العراقي الشريف والغيور , ها هو مشروع الموازنة العامة الاتحادية بين يديك , وهذا القانون قد وضع حدا لبلطجة مسعود البارزاني وعصابته الخارجة عن القانون , فأنت اليوم أمام امتحان وطني و أخلاقي و تاريخي , فتصويتك لصالح المشروع يعني إنّك مع حقوق أبناء شعبك الضائعة ويعني أيضا إنك قد تجاوزت المصلحة الحزبية الضيقة إلى مصلحة الوطن والشعب العليا , فالتأريخ سيذكر بأحرف من نور كل من يصوّت بنعم لصالح مشروع الموازنة العامة , والخزي والعار سيلاحق كل نائب لا يصوّت لصالح هذا القانون )) , ولكن على ما يبدو أنّ نوّاب كتلة متحدون التي يترأسها رئيس مجلس النوّاب العراقي أسامة النجيفي وبعض من النوّاب من التحالف الوطني العراقي فاقدين للشرف والغيرة العراقية .
فالعراقيون يمكنهم أن يتفهّموا موقف الأكراد من مشروع قانون الموازنة العامة الذي وضع حدّا لسرقاتهم لثروات الشعب العراقي , فمقاطعتهم لجلسات مجلس النوّاب تدخل تحت عنوان عدم تمرير هذا القانون , لكنّ الذي لا يمكن فهمه واستيعابه هو موقف نوّاب كتلة متحدون الذين قاطعوا هم أيضا جلسات مجلس النوّاب , ليمّكنوا عصابة مسعود البارزاني في مجلس النوّاب العراقي من تحقيق مسعاهم في عدم اكتمال النصاب القانوني للمجلس ومناقشة مشروع القانون و إقراره , يساعدهم في هذا بعض نوّاب التحالف الوطني الفاقدي أيضا للشرف والغيرة العراقية .
إنّ استمرار النوّاب في مقاطعة جلسات مجلس النوّاب الخاصة بمناقشة مشروع الموازنة العامة الاتحادية , ينذر بإفلاس الحكومة وانهيار الاقتصاد الوطني , ويشّكل جريمة بحق الشعب العراقي , لأنّ المتضرر الأول من عدم إقرار الموازنة العامة هم طبقة الفقراء والكادحين الذين يتقاضون رواتبهم الشهرية من هذه الموازنة , ناهيك عن توّقف كل النشاطات الاقتصادية و الاستثمارية والخدمية والصحية , فمن يدّعي الشرف والغيرة عليه أن يحضر جلسات مجلس النوّاب ويصوّت لصالح إقرار مشروع الموازنة , فالشعب الذي انتخبكم وائتمنكم وأوصلكم لما انتم عليه يا نوّاب الشعب , يريد منكم أن تخدموا مصالحه وتسهروا عليها , لا أن تتآمروا عليه وتجوّعوه وتنهبوا ثرواته , واحذروا غضبة الشعب العراقي , فهي قاب قوسين أو أدنى .
كلمة أخيرة لقناة البغدادية الموّقرة ولرئيسها الدكتور عون حسين الخشلوك , كونوا عراقيون حقا وسموّا الأشياء بمسمياتها فالمسؤولين عن عدم إقرار الموازنة العامة هم نوّاب التحالف الكردستاني و كتلة متحدون , فكفى مجاملة وسكوتا عنهم على حساب مصلحة الشعب العليا , فتحميل رئيس الوزراء مسؤولية تأخير إقرار الموازنة هو مجافاة للحقيقة وتضليل للشعب العراقي , فالوطنية ليست في تأليب الشارع على رئيس الوزراء , وإنما الوطنية في حمل هموم الوطن والسعي لتجاوزها .