23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

إلى السينما يذهب بيكاسو وبراك

إلى السينما يذهب بيكاسو وبراك

منذ العام 1993 تميز الأستاذ “نجاح الجبيلي” بترجماته الثقافية-الفنية ،والتي دأب على نشرها في الصحف والمجلات العراقية، وكذلك العربية ، ومنها مجلة “الرافد” الإماراتية ،و”نزوى” العمانية. أصدر عام 1998 كتابه الأول بعنوان “خط الكف وقصص أخرى ..” احتوى على تراجم لعدد من قصاصي أميركا اللاتينية بينهم:” بورخس ،وكورتثار، وخوان رولفو”. عام 2000 أصدر كتابه الثاني :”شهادات الفائزين بجائزة نوبل للأدب “،وضم الخطابات التي ألقاها الأدباء الفائزون بجائزة نوبل للأدب للفترة من 1990 – 2000. عام 2009 صدر له عن اتحاد أدباء وكتاب البصرة :”شعر الهايكو..” واحتوى على دراسة وتراجم من شعر الهايكو لشعراء من مختلف العالم. ” الجبيلي” يكتب القصة القصيرة، و نشر العديد منها في الصحف والمجلات العراقية- العربية،وسعى لتأسيس “نادي السينما” ، وقدم بعض العروض السينمائية في مقر اتحاد أدباء وكتاب البصرة ،وأدار حولها حوارات معمقة ، وله ممارسات سينمائية متعددة في مهرجانات المرابد الشعرية. كتابه المترجم:” بيكاسو وبراك يذهبان إلى السينما- مقابلات ومراجعات فيلمية” ، صدر ضمن” كتاب فنارات – مجلة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة-2016، وأهداه إلى: أصدقائه الذين صحبوه في شغفه بالسينما..وما زالت صورهم حاضرة في صفحات النور والظلمة. القسم الأول بعنوان ” مراجعات” ص(7 -49 )،و يبدأ بمتابعة للناقد السينمائي ،من صحيفة نيويورك تايمس،” ستيفن هولدن”، بعنوان:” بيكاسيو وبراك يذهبان إلى السينما.. تأثير الأفلام على التكعيبية”،وكان” هولدن” قد كتبها ،بمناسبة إعادة عرض الفيلم الوثائقي” بيكاسو وبراك..يذهبان إلى السينما” في مانهاتن ،وقد اخرج الفيلم “آرن غليمشر”، وصوت السارد:لـ”مارتن سكورسيزي”.لاحظ الكاتب والناقد” ستيفن هولدن” انه من خلال استعمال المقارنات البصرية الخصبة ،جهد
الفيلم على أن يظهر كيف أن التكعيبة التي دشنها وأنشأها “بيكاسو وبراك” في مفتتح القرن المنصرم ، عام 1907تحديداً ،وحولت ،على نحو افتراضي، التصوير الثوري للزمن ، والفضاء والحركة، في الأفلام إلى فن جميل وممتعٍ،خاصةً بعد أن ذهب التصوير الفوتوغرافي إلى التقاط لحظات، لعلها كانت تتملص من العين،بينما مكنت الأفلام الفنانين البَصّريين من تجميد كتل الزمن ،وتحلليها عند سرع متنوعة،ففي الحركة المشرحة بوعي،والمنظورات المزدوجة،المنتخبة،يُلمّح الفيلم الوثائقي” بيكاسو وبراك.. “، إلى إن التكعيبيين قد حاولوا أن يعينوا بالاتفاق الشكل الفني الهش – الجديد، و الفيلم، مليء بالمتحدثين الموهوبين ، ومنهم مارتن سكورسيزي، الذي أنتج الفيلم بالاشتراك مع غليمشر وروبرت غرينهت، كما إن الفنانين جوليان شنابيل،وجك كلوز، واريك فيشل، ولوكاس سماراس، والفنان المتخصص بأداء الفيديو روبرت ويتمان يناقشون جميعاً العلاقة بين الأفلام وإعمال الفنانييّن الأخرى. ويلاحظ إن الفيلم الوثقائي” بيكاسو وبراك.. ” كان اغلبه بمثابة خليط من الناس الذين يتكلمون بتلقائية ،ودون تحضير ،وعن هذا أو ذاك ، ولا يوجد بين حديثهم إي رابط أو هدف ما، وما يجعل الفيلم موحداً ،لحدٍ ما، هو التيار المتواصل من المقاطع الفيدوية ، المقتبسة من الكوميديا في بواكير السينما، خاصة، الحيل السحرية الفوتوغرافية لجورج ميل، ومن خلال عبث روحها-الكوميديا- شقت طريقها داخل لوحات التكعيبيين ورسوماتهم، وبيكاسو بالذات، والذي كان معروفاً باستهلاكه النهم للثقافة الشعبية،ففي الخامسة عشرة من عمره دخل لأول مرة إلى عالم الأفلام سنة 1896 ومذ تلك السنة أصبح متيماً بالسينما، بجديةٍ. وقد أعجب وتحمس،بيكاسو، كثيراً بشارلي شابلن،وأسس مع براك،الأكبر سناً ، وعقلاً، وتجربة، نادياً للسينما.في عام 1900 زار بيكاسو المعرض الفني العالمي في باريس،وكان متيماً ، لدرجة كبيرة ،بحب الراقصة الأمريكية”لوي فوللر”،والتي كانت ترتدي خماراً منتفخاً ينتأ من داخله نور ملون،وحسب المؤرخ الفني”برنيس روز” فأن تلك الصور المتعددة اتخذت طريقها إلى اللوحة التي كانت تحمل بذرة التطور لـ”آنسات أفينون”، والتي اكتملت فيما بعد،دون أن تتنكر لأولياتها، يمكن القول إن التقنية المتغيرة تحفز الإبداع الفني ، والتكعيبية ليست أسلوباً،بل
ثورة فجرت التغيير الجذري العميق للشكل وللرؤية الفنية نفسها ، ومن المؤكد إن الأفلام السينمائية كانت هي الماكينة ، التي حفزت ووقفت وراء تلك الثورة.كما تضمن القسم الأول عدة مواضيع مترجمة منها” فيلم (السيد فيردو) لشارلي شابلن.. بين الإنكار والإعجاب”،و” أندريه فايدا في فيلمه الأخير(كاتين)..شاهد باق على آلام بولندا” ،و”المليونير المتشرد..فن البقاء في عالم قاس”، و”فيلم (أغنية العصافير) لمجيد مجيدي..رحلة بين براءة الريف وفحش المدينة” ، و”فيلم (وعد للموتى) ..رحلة المنفى، إخراج الكندي” بيتر ريموت” وإنتاجه أيضاً ،مقتبس عن مذكرات آريل دورفمان،المستشار الثقافي للرئيس التشيلي سلفادور الليندي عام 1973″،و”فيلم(الصمت في حضرة باخ)..موسيقى الأشياء الصغيرة”،وفيلم(مخاوف خاصة في أماكن عامة)لـ(ألان رينيه). القسم الثاني من الكتاب ص”48 -106″ تضمن مقابلات وحوارات موسعة مع مجموعة منوعة من المخرجين ،والمخرجات ، وكتاب السيناريو، والممثلين والممثلات ،وممن حازت إعمالهم على جوائز عالمية متميزة ومعروفة، ومنهم: المخرج”بهمن قوبادي”،والذي يعد الوجه العالمي للسينما الكردية،و المخرجة “كاترين بيغلو” وهي أول مخرجة تفوز بجائزة الأوسكار ،والممثلة “جوليت بينوشي” الفائزة بجائزة مهرجان كان عن دورها في فيلم” نسخة مصدقة” للمخرج عباس كياروستامي ، والمخرج الايرلندي،والذي سبق وحاز على جائزة الأوسكار،”دانيال دي لويس”،والمخرجة الإيرانية “تهمينة ميلاني”، والمخرج الألماني”فيرنر هيرتسوغ”، والمخرج الإيراني كياروستامي”،والمخرج الايطالي “برنادو بيرتولوتشي” ،والمخرجة السينمائية الإيرانية “هنا مخملباف”.