19 ديسمبر، 2024 3:57 ص

إلى السيد محمد توفيق علي

إلى السيد محمد توفيق علي

أولاً: إن اللغة المنطوقة هي أهم وسيلة للتواصل والتفاهم وصياغة الأفكار بين بني البشر، لقد ابتكرها الإنسان عبر مراحل شاقة خلال مسيرة حياته الطويلة على هذا الكوكب الدوار، بلا أدنى شك هي التي تميز الإنسان عن الحيوان.
ثانيا: إن موضعنا لهذا اليوم هو توضيح لأحد الإخوة المذكور اسمه أعلاه، لقد زعم في موقع “صوت كوردستان” الأغر، أن خطأً وقع في عنوان مقالي السابق المذكور أدناه، لا شك أن كلامه في الأسطر الثلاثة التي كتبها أسفل مقالي السابق كان فيه شيء من التهكم، وهذا من الصعب أن ينهضم عندي. كان من الأولى به أن يستفسر منا، لماذا وقع هذا..، حتى نوضح له الأمر، كيف صار هذا، في الحقيقة كان عنوان المقال:”الحاقدون على الكورد وكوردستان”. لكن بعد برهة أضفت له التالي: هذا ردنا على هؤلاء.كالعادة نسيت أن أبدل حرفاً في كلمة الحاقدون، هذا كل ما في الأمر،أليس من العبث التوقف عليها بلغة متشنجة يا هذا؟. ثم هذا ليس أول مرة يحدث معني هذا، غالباً ما أغير في مقدمة النص أنسى أن أغير ما يتطلبها البقية التي بعده، في أحيان كثيرة يجب أن أرفع من إحدى الكلمات الألف واللام إلا أني أنسى، أو يجب أن أبدل المذكر بالمؤنث وأنسى تبديل ما يأتي بعد الكلمة المبدلة إلخ. وهذا يحدث عند الغالبية العظمى وتحديداً الذين يستخدمون لوحة المفاتيح للكتابة في الكومبيوتر. المهم في الأمر أن يفهم القارئ مضمون المقال، لأن اختلاف صياغة الكلمة في سياق الجملة لا يغير المعنى فيها. لأن القارئ يستطيع مع قراءته النص أن يقرأ بالمعنى أيضاً. هذه هي اللغة العربية التي أسسها القرآن، الذي جاءت فيه كلمة المرأة بالتاء المفتوحة المرأت، والجنة بهذه الصيغة جنت إلخ. هل تستطيع أن تزعم أنها دونت خطأ؟. إن هذه الطريقة تعرضت لكثير من التأويل، ودارت حولها نقاشات كثيرة وفيها أقوال كثيرة من أئمة اللغة إلا أنها بقية كما هي ولم تتغير، ولم تمس من قبل النحاة.
على سبيل المثال، تكون مقالي من 3285 كلمة. بينما تعليق محمد توفيق علي الذي انتقدنا فيه، كان عبارة عن أربعة أسطر مكونة من 63 كلمة فقط . يجب أن يعرف الأستاذ محمد توفيق عندما تنتقد أحد ما في مادة ما يجب أن لا تخطأ أنت في ذات المادة؟ لأنك تنتقد الآخر بسبب خطأ ما وقع في كتابته لموضوع ما، أن كان الخطأ إملائياً أو نحوياً أو لغويا. دعنا الآن نلقي نظرة على عدد الأخطاء الإملائية التي وقعت في كلماته الـ62 التي وضعها في أسفل مقالي. أنه كتب الكورد وكوردستان بالصيغة العربية هكذا: الكُرد وكُردستان. بالضمة، ولا نعتبرهما خطئان لأن العرب يكتبونهما هكذا. لكن مأخذنا عليه يظهر أن كاتبه واقع تحت تأثير الثقافة العربية، فلذا يكتبهما بالصيغة العربية؟. لكني أكتبهما بالصيغة الكوردية هكذا: كورد وكوردستان، لأن حرف الواو عندنا نحن الكورد بمثابة الضمة في اللغة العربية. الخطأ الإملائي الأول، كتب الأستاذ كلمة الإعراب بدون همزة تحت الألف هكذا (الاعراب) ممكن القارئ أن يقرأها الأعراب، يضع الهمزة فوق الألف، أن الكلمة بالرسم الذي سيقرؤه القارئ الهمزة فوق الألف تعني سكان البادية، وليس إعراب كلمات الجملة. يا ترى لماذا كتب الأستاذ الكلمة خلاف الإملاء العربي؟ ربما لا يعرف أين يكون محل الهمزة، فوق الألف أم تحتها؟ حقيقة لا أعرف لماذا لم يكتبها؟ أليس هذا تلوث لغوي كما يقال؟. للعلم هناك كُتب عديدة ألفت عن كتابة الهمزة في محلها، لأنها من أكثر الحروف العربية التي يخطئون الكتاب وغيرهم بوضعها في مواضعها الصحيحة. في اللغة العربية ممكن أن تستغني عن كتابة الشدة والضمة والسكون والفتحة والكسرة، لكن ليست الهمزة، لأنها تغير معنى الكلمة، لا شك أن الحركات أيضاً نفس الشيء، إلا أن القارئ العربي تعود عليها، لكن الهمزة كما أسلفت لا يمكن تجاوزها والاستغناء عنها. كتب الأستاذ إلخ، وهو مختصر إلى آخره،لكنه كتبه بهذا الرسم: والخ. أولاً حسب معرفتي البسيطة لا تحتاج إلى حرف الواو، ثم أن الألف يجب أن توضع همزة تحتها. وكتب إلا، أيضاً بدون همزة تحت الألف، هكذا: الا. إذا قرأ القارئ بوضع الهمزة على الألف يتغير المعنى كلياً؟. وخطأ إملائي آخر كتب حالات استثنائية هكذا: استثتائية. وهذه الكلمة ليس لها وجود في اللغة العربية أبداً. وكلمة إملاء كتبها املاء. إذا قرأها القارئ أملاء تعني جمع مليء. وأخيراً كتب معهد اللغويّين.. . والصحيح يجب أن يضع كسرة تحت الياء الأول أيضاً هكذا: اللغويِّين. الخطأ الأخير جاء في كلمة القانونيين، التي كتبها الأستاذ بهذا الرسم: القانوني. وهذا لا يجوز، لأن كلمة القانونيين تتبع كلمة اللغويِّين وليس اسم المعهد؟. حتى أن معنى التسمية في الصياغتين يختلف أحده عن الآخر، مثلاً الصيغة الخطأ التي كتبها الأستاذ محمد توفيق علي: “معهد اللغويين القانوني”. إن ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية تكون هكذا: Legal Linguistic Institute. إما الصيغة الصحيحة لـ: معهد اللغويين القانونيين، تكون هكذا:Institute of Legal Linguists. ثم أن الأستاذ كتب اسم المعهد اختصاراً بالأحرف الإنجليزية بهذه الصورة: (FCIL). أعتقد هذا خطأ آخر وقع فيه، لأن اسم المعهد في اللغة الإنجليزية كما كتبناه أعلاه مختصره ليس كما كتبه الأستاذ. لا أجزم، أن كان هناك خطأ ما في هذه الجزئية فليتفضل الأستاذ ويصححه لنا، نكون له من الشاكرين.
فليعذرنا الأستاذ محمد توفيق، هو الذي انتقدنا، لذا يجب عليه أن يقبل ردنا عليه برحابة صدر. لقد بحثت في الجوجل (Google) عسى أن أجد له نتاجاً قد نشره عن موضوع ما، لكني لم أجد له أي نتاج منشور.
الذي أريد أن أقوله لمحمد توفيق ومن مثله..، أن اللغة العربية لا زالت تكتب وتقرأ في أصقاع العالم بطرق وصيغ مختلفة ولا من أحد يعترض عليها. حتى أن القرآن الذي في شمال إفريقيا وهو حسب رواية (ورش) يختلف رسم الكثير من كلماتها عن رسم الكلمات التي في القرآن الذي يقرأ في عراق وسوريا وبلدان الخليج إلخ حسب رواية (حفص). دعني أأتي لك بمثالين في (ورش) و(حفص)، يقول القرآن برواية (ورش) في سورة الفاتحة آية 3: مَلِكِ يوم الدين. في رواية حفص يقول القرآن في سورة الفاتحة آية 4: مالِكِ يوم الدين. في ورش يقول القرآن في سورة البقرة آية 183: مساكين. في حفص في سورة البقرة آية 184 يقول القرآن: مسكين. لقد وضعنا أمام محمد توفيق آيات من القرآن حسب روايتي ورش وحفص فيها كلمات في نفس الآية الواحدة إلا أن رسمها مختلف عن الأخرى، يا حبذا يقول لنا ما رأيه فيها؟. لاحظ ما جاء في سورة المائدة آية 69: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. حسب القاعدة اللغوية وجب أن يقول: والصابئين. حسب المنهاج الدراسي، وجب أن ينصب المعطوف على اسم إنَّ لأنها جاءت في آيتين أخريين بهذه الصيغة: والصابئين. انظر إلى الكلمة كما جاءت في سورة البقرة آية 62: إن الذي آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ..إلخ. وجاءت الآية في سورة الحج آية 17: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين.. إلخ. إن أئمة اللغة قبلوا بالصيغتين، المرفوعة والمنصوبة، لم يقولوا أن إحداهما خطأ والآخر صح، قبلوا الاثنين كما هُما. أعود وأقول هذه هي اللغة العربية كما قلت حضرتك فيها استثناءات كثيرة.
سورة الأعراف آية 56: إن رحمت الله قريب من المحسنين. لا كلمة رحمة كتبت بالتاء المفتوحة؟. هذا هو قرآن يا محمد توفيق جمعت سوره وآياته وكلماته بهذه الصيغ قبل خمسة عشر قرناً لم يعترض أحد عليه.
وفي سورة الشعراء آية 26: فأنهم عدو لي .. إلخ. وفق القواعد اللغوية وجب أن يقول: أعداء لي. يا ترى ماذا تقول عن هذا..؟. هل أنهم في ذلك الزمان، زمن فطاحل اللغة العربية، أرباب اللغة، لم يعرفوا أن يميزوا بين المفرد والجمع؟ أم هذه هي خاصية اللغة العربية؟.
مما لا شك فيه، حرف إنَّ وأخواتها وهي: أنَّ، كاْنَّ، لكِنَّ، لعلَّ، إلخ. تنصب المبتدأ وترفع الخبر. إلا أن القرآن خالف هذه القاعدة، يقول في سورة طه آية 63: إن هذان لساحران.. إلخ. حسب قواعد اللغة الحديثة وجب أن يقول: إن هذين لساحران.. . لكن القرآن خالف القاعدة، لكن مع هذا ليس بخطأ، لأنه لو كان فيه خطأ ما لقوموه قبل 15 قرن عند جمعه بين دفتين.
في سورة طه آية 94: قال يبنؤم لا تأخذ بليحتي ولا برأسي .. إلخ. هل توجد في لغة العرب كلمة تكتب بهذا الرسم: يبنؤم. مرة أخرى أقول لمحمد توفيق هذه هي اللغة العربية كما جاءت في أقدس كتاب للعرب يخالف القاعدة اللغوية، لكن مع هذا يقولوا ليس فيه خطأ؟ وهم أهل البلاغة والفصاحة لا أحد يستطيع أن يجاريهم في هذا المضمار، إذا قالوا ليس بخطأ يعني ليس بخطأ. هناك المئات من هذه الآيات التي كلماتها لم توافق قواعد اللغة العربية إلا أن النحاة لم يخطئوها، لأنها ليست خطأً.
بعد كل هذا أريد أن أقول لك يا محمد توفيق من أنا. أنا يا عزيزي كوردي قومي حتى النخاع، أكره أي شعب مغتصب جزء من وطني كوردستان وأكره ومعه لغته وتاريخه. يا عزيزي أنا مرغم على الكتابة باللغة العربية لكي أوصل ما يجيش في داخلي للعرب ولبعض الكوردي الذين لا يجيدون لغتهم الأم. أنا صريح فيما أقول، لا أعرف التملق والكذب والتدليس، أقول كلمتي وأمشي، ومن لا يعجبه فليختار أكبر صخرة من صخور جبال كوردستان يضرب رأسه بها. للعلم أنا الكوردي الوحيد الذي يقول كل ما يمليه علي ضميره تجاه محتلي وطنه كوردستان. مثلاً، حينما أوصف الجيش العراقي، أقول الجيش العراقي المجرم. وهو فعلاً مجرم، دمر كوردستان في كل العهود السياسية. لكن هذا لم يقله أحد غيري.أقول الحشد الشعبي المجرم. أقول اللعين صدام حسين. أقول بصوت عالي حزب البعث المجرم. ووصفت رئيس جمهورية الأتراك بعدة أوصاف مشينة يستحقها وآخرها سميته الحذاء أردوغان. قلت عن بشار الأسد ما هو إلا كلب مستأسد. قلت عن رؤساء مجلس الوزراء الشيعة في العراق كلاماً يحط من كرامته ولم يرمش لي جفن. قلت أن الشيعة العرب حرامية. والسنة العرب قتلة. قلت أن أمريكا تكيل بمكيالين حينما يتعلق الأمر بالكورد، حيث أن جنوب كوردستان أصدقائها، وشمال كوردستان أعدائها!!.وقلت أن العائلة الطالبانية خانت الكورد وباعت كركوك عام 2017 للأعاجم مقابل امتيازات مالية ونفطية. كمواطن كوردستاني أتعامل مع البلدان التي تحتل كوردستان ومن يوافقها من شعوبها كأعداء سفلة احتلوا وطني بقوة السلاح، فلذا أوصفهم بأقذع الأوصاف، التي تليق بهم كمجرمين قتلة أحرقوا الأخضر واليابس في وطني كوردستان جنة الخالق على الأرض.
الذي أريد أن أقوله للسيد محمد توفيق علي، أنا أعرف جيداً ماذا أكتب، وكيف أكتب، ولمن أكتب، فلذا احتفظ بنصيحتك لنفسك،. أكرر ما قلته سابقاً: إن وجدت شيء خلاف اللغة … فهذا عربي والطبع كوردي. والسلام على من يآزر الشعب الكوردي الجريح في محنته.
12 02 2019

أحدث المقالات

أحدث المقالات