عن رسول الله محمد ( صلى الله عليه و اله و سلم ) قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يُحبُّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه ) منذ أن انطلقت الشرارة الأولى للثورة الحسينية المعطاء ضد الفساد و الفاسدين ونحن نرى الشعب العراقي يمنح تلك الثورة أهمية كبيرة و تحظى عنده باهتمام منقطع النظير لأنها تعد المنطلق الأساس و الصحيح لكل مَنْ يسعى لمقارعة الفساد و يقف بوجه الفاسدين رافضاً لاستبدادهم و مستقبحاً لكل فسادهم حتى بات الشعب العراقي من المعظمين لأهدافها و للثورة نفسها في كل عصر من خلال إقامة بعض الطقوس الدينية الخاصة بها خلال شهري محرم و صفر من كل عام و لعل أبرزها قوة و أكثرها إعلاماً ما تشهده المدن العراقية من زحف الملايين سيراً على الإقدام متوجهين صوب كربلاء لتأدية مراسيم الزيارة الأربعينية في ظل إنفاق هائل من المال و الغذاء و الدواء متناسين حقيقة ما خرج من اجله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وهو تحقيق الإصلاح الحقيقي و التغيير الجذري الذي تنتهي معه همومهم و مآسيهم و تعاد كرامتهم المسلوبة منهم و تحفظ ثرواتهم التي يتنعم بها غيرهم من دول إقليمية سواء غربية أو شرقية فلعل من أهم أهداف تلك الثورة المعطاء هو الانتصار للفقراء و المساكين و المشردين الذين يسكنون العراء بلا مأوى بل حتى بلا غذاء و دواء و يكابدون صعوبة الحياة وهذا ما يحصل لأهلنا النازحين و المهجرين الذين باتوا يعانون الأمرين من هول ما يعانونه من هتك لحرماتهم من قبل مليشيات الفاسدين أو حرق و دمار لبيوتهم و سرقة لممتلكاتهم التي خلفوها ورائهم خوفاً من سطوة الإرهاب المقيت وكل هذه المصائب و الويلات التي يرزح تحت وطأتها النازحون و المهجرون و السائرين إلى كربلاء لم تحرك ضمائرهم و أصبحت عندهم من الأمور الطبيعية التي لا يهتم لها فهل هذه من قيم و مبادئ الحسين ؟؟؟ هل هذه من أهداف الثورة الحسينية المعطاء ؟؟؟ هل هذه من نبل وأخلاق المجتمع الإنساني ؟؟؟ فهذه كلها لا تمت بأي صلة لقيم و مبادئ و أخلاق الأحرار و السائرين على طريق الإصلاح الحقيقي و التغيير الجذري وكما يقول المرجع العراقي الصرخي الحسني في بيانه الموسوم (ثورة الحسين …من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين( في 25/11/2015 و الذي جاء فيه ( فيا أيها السائرون والزائرون لكربلاء فهل خرجتم من اجل إصلاح حال إخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل إصلاح أحوال اهليكم من الأرامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والأزواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي )) وقد بيَن المرجع الصرخي موقف الحسين لو كان موجوداً اليوم في عراق الفقراء و المساكين و المهجرين و النازحين و الضعفاء و كل المحتاجين مع مَنْ سيكون ؟؟ هل مع البذخ و التبذير المفرط من اجل الوجاهة الزائفة و الرياء المقيت أم مع الإصلاح و مواساة و إعانة تلك الشرائح المغلوبة على أمرها ؟؟؟ فأجاب المرجع الصرخي قائلاً : ((أن الحسين سيواسيهم ويعطيهم كل ما يملك ويقدر عليه ، واعلموا وتيقنوا ان الحسين لا حاجة له بزيارتكم ولا بمسيركم إلى كربلاء ولا بطعامكم ولا أموالكم ، بينما الجياع والعراة والمرضى والأيتام والمهجرون والنازحون أمامكم وانتم تتفرجون عليهم ولاتهتمّون لأمورهم ولا ترفعون الظلم والضيم عنهم وحتى أنكم لا تخففّون عنهم ، ومن لم يهتم لأمور المسلمين فليس منهم .))
وهذا ما يدعو تلك الملايين الزاحفة نحو كربلاء إلى التفكير ملياً ماذا قدمت على مدى القرون الطويلة وهم يعظمون الثورة الحسينية و يرفعون شعاراتها الرافضة للفساد و الفاسدين هل كانت ممَنْ طبقها و سار على نهجها قولاً و فعلاً ؟؟ .
http://al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049049878#post1049049878