قال الشاعر العربي :- ( الشرُّ أخبثُ ما اوعيتَ من زادِ ) [ اوعى :- اخفى ، ستر ]
ينطوي داخل الإنسان على كم هائل من المشاعر ياتي في المقدمة منها مشاعر الخير والمحبة ومشاعر الشرالذي قال عنه الشاعر العربي (الشرُّ أخبثُ ما أوعيتَ من زاد ِ ) ومن عناصرالشر هي الوحشية في التعامل مع الآخر0
ومن الأمثلة على ذلك من الواقع الراهن المعاش في محور الخير ومن عناصره الرأفة والمحبة في التعامل مع آلأخر هو موقف مفوض حقوق الإنسان الذي طالب من جانب إنساني بوقف فوري للحرب على غزة0
ومن هذا الواقع من الأمثلة على محور الشر هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن الذي تعوِّل عليه الأنسانية بكل مكوناتها حتى في حرب روسيا واوكرانيا في ايجاد حلول لمشاكلها بحكم أنَّه يقود السلطة في اقوى دولة في عالم اليوم عبر تربعها على عرش القطبية الواحدة بفعل قوتها الأقتصادية والعسكرية والجيو سياسية من منذ انهيار الأتحاد السوفيتي في العام (1991م) 0
تعول عليه الإنسانية في تحصيل الخير والمحبة من اجل السلام والأستقرار العالمي والإقليمي في مختلف مناحي الحياة الإنسانية على كوكب الأرض فامريكا نفوذها العام هو نفذ قوي ومؤثر يمتد الى كل مكان على هذا الكوكب وتصل ذراعه الى كلِّ زاوية فيه 0
لذلك وآخر غيره من عناصر النفوذ الفاعلة لا شك فإن الولايات المتحدة قادرة على التأثير الفاعل والحاسم في كل ما يجري على الأرض من احداث ووقائع تخص الوضع الدولي او الإقليمي او حتى الداخلي في اية دولة من دول العالم 0
لكن من الغريب ان يكون هذا الرئيس يضمر الحقد على من لا قبل لهم على منازلته ويستبطن الشر كل الشر لهم منحازا بكامل بوصلة الإنحياز لخصمهم الذي يدعمه بمختلف انواع الدعم حتى على مستوى السياسة والدبلوماسية 0
لقد رأينا ورأى العالم معنا كيف ان جو بايدن متحمِّس بشدَّة لدعم اسرائيل ، فهو يرسل حاملتي طائرات حربية لدعمها ويبني جسرا جويا بين واشنطن وتل ابيب لأرسال الأسلحة الحديثة والمعدات الحربية المتطورة وأَعربَ عن استعداد بلاده لأرسال قوات عسكرية الى اسرائيل تقاتل الى جانب جيشها ضد حماس إذا اقتضى الأمر واظن أنه فعل ذلك او أنَّه سيفعل إذا اقتضى الوضع في غزة ذلك0
اضافة الى ارسال منظومات صواريخ ثاد وباتريوت بعد الحاملات ولم يكتفِ بذلك فقد بلغت به الحماسة والهوس في دعم اسرائيل الى أن يشد العزم على زيارتها فيمتطي متن طائرة ويقطع (10000) كم من شمال الأرض حيث تقع أمريكا الى جنوبها حيث تقع اسرائيل وهو رجل قد ذرَّف على الثمانين من العمر ليزورها ويوكد لساستها ان امريكا وهو شخصيا معهم وكان بامكانه ان يفعل ذلك عبر الهاتف كما فعل مع رئيس الوزراء العراقي محمد اشياع السوداني وهدده إذا هو لم يمنع الإعتداءات على القواعد الأمريكية داخل الأراضي العراقية التي هي خط احمر ولم يصرح بماهية التهديد وما يترتب عليه من اجراءات امريكية لنتفيذه 0
ففي الوقت الذي يطالب فيه الخيرون من اهل الأرض الى إيقاف الحرب على غزة والتي خلَّفت في محصِّلتها حتى ساعة كتابة هذه المقالة :- ليلة دامية على غزة ومجازر اسرائيلية متعاقبة وعشرات الشهداء والإصابات وضربة جوية استهدفت مخيم الشاطيء 0
ولا ندري ما ستخلف من دمار وشهداء ومصابين ومدفونين حت الأنقاض من النساء والأطفال والرجال والشيوخ علما بأن الجانب الصحي الرسمي في غزة صرح بأن الكثير من المستشفيات في غزة قد خرج من الخدمة بسبب النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية ،، علاوة على استشهاد بعض الكوادر الطبية من اطباء وطبيبات وممرضين وممرضات 0
بيد أن الرئيس الأمريكي السيد جو بايدن يصرح غائصاً الى ابعد أعماق بحر الشر :- لا يمكن الحديث عن مباحثات وقف اطلاق النار قبل الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس وهذا يعني المضي قدما بخطى متسارعة نحو الأسوأ ومن هنا فإن أي تحرك دبلوماسي دولي او اقليمي لأيقاف حرب غزة سيصاب بالفشل الذريع 0
وأن مزيدا من المذابح والدمار والخراب والليالي السود بانتظار اهالي غزة على يد سلاح الطيران اسرائيلي والقصف المدفعي الأرضي من قبل المدفعية الإسرائيلية المتموضعة في غلاف غزة الإستيطاني حتى تفرج حماس عن الرهائن اولا وحتى تتم تصفيتها قيادة ومقاتلين ثانيا 0
ولا نعلم متى يتمكن الجيش اسرائيلي وقوُّات المارنز الأمريكية المتجحفلة معه من تحقيق هذا الهدف البعيد المنال لأنه يقال ان حماس مستعدة للنزال ألأرضي ومن اسلحتها هي ما يقارب من (500) نفق يصل عمق البعض منها الى (30مترا) تحت الأرض قضت عقدين من الزمن في حفرها وتحصينها ومحفورة على شكل متاهة يصعب على غير مقاتلي حماس التحرك فيها 0
وفي نهاية المطاف لأقول أن الناس اهل المشاعرالإنسانية الكريمة والحسنة تضمر الخير والمحبة والصفاء والوئام لتنشرها بين الناس غير ان الناس اهل المشاعر الشريرة والسيئة تضمر الخبث وتنشر الكراهية والضغينة بين الناس0
لذلك ذمّ وانتقد الشاعر العربي ان يضمر ألإنسان خصال الشر والكراهية تجاه الناس فهي اقبح الآفعال واكثرها استهجانا فقال:-
الشرُّ أخبثٌ ما أوعيتَ من زادِ
ومن محامد الصفات التي دعى إليها العرب ومن بعدهم دعى إليها الدين الإسلامي في اطار هدايتهم وهداية الناس جميعا هو أن يحب الإنسان الخير لغيره مثلما يحبه لنفسه وأن يكره لغيره الشرَّمثلما يكرهه لنفسه 0