لا امتلك القدرة على التنبؤ مثلكم ولكني في كل دورة نيابية ابتدأها بكتابة سلسلة مقالات على شكل خطابات موجهة للسادة النواب وفي بداية حقبة السيد عبد المهدي ضمنت عنوان السلسلة ( الاخوات والأخوة نواب الفرصة الاخيرة ) ولا تسألوني كيف عرفت انها الفرصة الاخيرة لأن الاجابة تحتاج الى اكثر من مقال .. ولا حاجة لأن اوضح كونكم اكتشفتم انها الفرصة الاخيرة لأن الاوراق كلها تكشفت لكم فتوكلتم على الله وعلى شعبكم الابي
اذا كنا قد فشلنا في اجبار الحكومة على التغيير بحراك شعبي مرات ومرات فهذه الفرصة الأخيرة لكم ولشعبكم فأن انكسرنا والشعوب التي تصل هذا النوع من الحراك الحضاري الرائع لا تنكسر ، وعليه اقصد انها الجولة الاخيرة .
قد يفت في عضدكم انكم تلاحظون – وهذه حقيقة – ان الحكومة والبرلمان غير مهتمة بكم وتتصرف وكأنكم لستم طرف صعب بل الاصعب ، وهذا ليس بالأمر الغريب فالسلطة وتداولها تدويرا مع المال المنفلت وبسهولة مقابل حراكات افشلها العامل الخارجي تصور لهم ان قارون لا زال يحكم ومعه هتلر وغيرهم من الجبابرة بل ان معظمهم يتكؤون متصورين ان ايران باقية في العراق الى الأبد وأخيرا وهو المهم انهم لا زالوا يتصورون ان ثورتكم السلمية آفلة وهنا يكمن خطأهم الجسيم . داعين من الله ان يعوا اليوم قبل الغد ان انتصاركم مسألة وقت ليس الا (( وما النصر الا صبر ساعة)) ويوفرون على بلدهم النازف منذ بداية حكمهم لحد لحظة كتابة هذا المقال الدماء الزكية المراقة .
الأدلة على انهم لا زالوا غير ابهين كثيرة ومنها التقرير البائس حول جرائم القنص والقتل المتعمد مع سبق الاصرار ظل قائما واللجنة التحقيقية الفاشلة التي شكلت على اثر التقرير وترشيحاتهم لرئيس الوزراء والتي تشير التسريبات على انهم كلهم ليسوا اشرف من السيد عادل عبد المهدي اثبتت ذلك .
نقطة اخيرة اريد من ابنائي الثائرين ان يطلعوا عليها وهي ان هناك قوانين جائرة وغير دستورية اغرقت الارامل والايتام والرضع الذين هم خلف لأركان النظام السابق بالظلم وهم لم يعوا ما هو النظام السابق وقطعت ارزاقهم منذ العام 2003 لحد الآن رغم ان النظام القانوني العراقي يقول (( اذا حكم الشخص بالإعدام فان الراتب يؤول الى خلفه )) فالراتب التقاعدي هو للخلف البريء حتما رغم ان المعيلين لا توجد اية تهمة او شكوى مسجلة ضدهم .
المادة (13) من قانون التقاعد الموحد النافذ نصت على (( لا يمنع عزل الموظف او فصله او تركه الخدمة او استقالته من استحقاقه الحقوق التقاعدية ولا يصرف الراتب التقاعدي الا اذا كان قد اكمل خمسين سنة من عمره ولديه خدمة تقاعدية لا تقل عن عشرين سنة …))…. قمتم بثورتكم السلمية واحد اسباب الثورة بعد مطلب (اريد وطن) والذي لم يجرأ احد من الطبقة السياسية على ترجمته او حتى سؤالكم عن معناه حيث اهمل كما اهمل القناصين والقتلة المجرمين وعددهم عشرون الفا لأن الذي جرح كان بقصد القتل ..اقول كان احد اسباب الثورة رفع المستوى المعاشي للمسحوقين فهرعوا وأقروا تعديل القانون ليرفعوا الحد الادنى مئة الف اما المادة اعلاه فأضيف اليها (والمقصين) وبالتالي فأن مئات الالاف من خلف اركان النظام السابق سيستحقون حقوقهم التقاعدية كونهم مقصيون بالأمر رقم واحد للغازي بريمر
اتدرون ماذا فعلوا وعلى رأسهم النائب مثنى الجبوري وبحضور مبارك من السيد م.اول شرطة متقاعد احمد الساعدي الذي صار رئيسا لهيئة التقاعد الوطنية قبل ان يبلغ من العمر اشده .. سنوا نفس المادة واضافوا لها ((على ان يتقاضى راتبا يساوي 75% من راتب الحد الادنى )) اما غيرهم وبنفس المواصفات فيتقاضون غير ذلك مع العرض ان الدستور يقول (( العراقيون متساوون)) ومع ان الاسباب الموجبة لتعديل القانون تقول ((لرفع المستوى المعاشي)) ومع العرض ايضا انهم خرقوا الحد الادنى لقانون التقاعد ليس الجديد فقط بل الذي عدلوه
هل تعولون على 328 ممثل شعب يقرون هذا الفعل غير الاخلاقي .. نعرف عن معظمهم انهم لا يحترمون الدستور وحقدهم الاعمى ، وأقول اعمى لأنه ينصرف الى استكمال مسيرة طويلة لتدمير ارامل وايتام دون ذنب اقترفوه ليصرفوا لهم 10% من بدل الايجار الرسمي الممنوح للنائب
تحياتي لكم من الاعماق وجميل قدمتموه سوف لن ينسى وأقل ما في هذا الجميل اني عدت فخورا بعراقيتي وكنت قبل ثورتكم اكثر ما اخشاه ان اموت يائسا وتاركا شعبي للمجهول اما الآن فسأغمض عيني مرتاحا وواثقا ان هذا الشعب سيجد وطن وسيأخذ حقوقه التي نزل من اجلها وسيوقف فرهود العصر اما الطائفية القذرة فولت الى غير رجعة .. اقبل رؤوسكم فردا فردا بنات وبنين واترحم واحيي الارحام العفيفة التي انجبت كل هذه البطولة والرقي