راقبت طويلا ابتسامتك الواثقة في الصورة التي أخذت قبل ساعات من إستشهادك وأنت تتأبطين سلاحك بفخر وإعتزاز…..لم اكن قد رأيتك سابقا…ولكن تلك الأبتسامة الدافئة أعطتني شعورا قويا بالأمان….تعودنا ان تعطينا صور الحرب والأسلحة احساسا بالخوف…ولكنك نقلت لي الراحة والاطمئنان…. ايتها الناسكة التقية….ايتها العراقية الحرة الأبية…..لقد رفضت الجلوس ملكة متوجة في الخدور وأثرت الصولة بقلب جسور…. فأصبحت بإستشهادك رمزا لكل العراقيات..فما حاجتنا اليوم إلى مقالات تتحدث عن حرية المرأة ومساواتها بالرجل فنحن نتشدق منذ عقود ولم ننجز شيئا.. بينما انجزت “أمية” ماعجزت عنه اقلامنا.. فقد تلقت الرصاص بصدرها فحررت كل بنات جنسها من لعنة العبودية والتبعية الرجولية…فعرفنا كلنا وأولهم انا…إني استطيع ان أكون “أمية”….وكل العراقيات “أمية” من الشمال إلى الجنوب…..فلنحمل السلاح..ولنترك الخدور والعطور…ولنلحق بالقديسة الشهيدة… عسانا نكمل مشوارها العظيم….. إنها جان دارك العراق…….إنها جميلة بوحيرد التي ستدخل التأريخ مجددا…فبينما يتحصن مثيلاتها خلف الأسوار او يتهافتن على أبواب السفارات….رفضت “أمية” الذلة…. .وخرجت للدفاع عن العرض …المقدسات…والوطن….. كلنا أمية….كلنا أمية الأبية….. تبا لكل خائن متخاذل…كان اجبن من أن يذود عن عرضه ووطنه….. سنشنق الأعداء…بظفائرك يا أمية…. وعلى هذا نقسم….وانا اول من أقسمت…… طيري إلى الحرية…. .يا “أمية”…..وانثري قيم الرجولة على رؤوس لاتشعر بالخجل…….. إعزفي انشودة الوفاء….ولقنينا درسا عسانا نتعظ……..فقد إستشهدت بينما كنا منشغلين بنقاشات جانبية…خائضين في معارك طائفية…..متناسين الأهم والأقدس…. ارضنا السومرية…. طوبى لك يا “أمية”……..طوبى يا إمرأة عراقية