أطفالٌ نَحن.. وأنتم الرجال.
أطفال نحن بجرعةٍ زائدة من المهانة والخيانة , فقدان للحياة في أرواحنا نسقط كل يوم ألف سقطة في ذلك الوادي السحيق الذي نسميه نخوتنا وكبريائنا.
بكيت.. نعم بكيت وأنا أضع صورة أطفال سوريا أمام كبريائي المزيف ودفاعي الجبان الأحمق عن الحق المفقود والعدالة المزعومة..
وويل لقلوبكم إن لم تبكي وسحقا لأراوحكم إن لم تصرخ.
أكذب.. نعم أنا أكذب عندما أصدق أن هذه الحروف الصمّاء ستعيد البسمة لشفاه ماتت إختناقا بحروف لم نسمعها يوما لأننا أجبن من أن نصغي لوجعها وأقبح من أن نعيد ترتيب حروفها حروفُ ماتت على شفاه بلون السماء.
متردد.. نعم أنا متردد لأني لم أجروء على لمس أياديكم وأصابعكم التي رفعت الى السماء طلبا للرحمة لشربة ماء لحضن أم تودعه قبل أن تغادر الأرض طلبا للهواء.
قاسي القلب.. نعم أنا قاسي القلب فقسوة قلبي تجعلني من صنف الجبناء الذين تراجعوا عن النظر في عيونكم وهي شاخصة في لحظاتها الأخيرة قبل أن تودع دنيا التافهين الجبناء.
أطفال سوريا أنتم اليوم.. وبالأمس أطفال اليمن والعراق وقد سبقكم أطفال فلسطين وكل العرب غادرتم دنيا رجولة العرب العرجاء الجوفاء.
ولكني أقسم بالله أني سأفتقد الكتابة إليكم كما ستفتقدكم أمهاتكم وأباؤكم
وداعا شهداء نخوتنا.. وإياكم أن تسامحونا فنحن سنبقى ندفن رؤوسنا في الرمال بحثا عن براميل كراماتنا المسكوبة وقطع أخشاب نصنع منها كراسي زعاماتنا المزعومة.
فكل الحروف بعد موت طفلاً عربياً إختناقا هو مذلة ومهانة وخيانة وهُراء.