18 ديسمبر، 2024 8:22 م

إلى أحزاب الماء الفاتـر

إلى أحزاب الماء الفاتـر

في منطـق الاحتجاجات والثورات في العالم ، لا وجود للحـياد ، فإنك أما ان تكون مع السلطة ، وأما ان تكون مع الشعب ، بما معناه أما ان تكون مع الظلم وتتوارى في أبراجه ، أو مع الحرية وتقف إلى جانب المظلوم .. ولا يوجــد حياد بين الحالتين .

الحياد أحيانا يلبس ثوب النصيحة والحكمة .. الحكمة التي تحاول ان تلوم المظلوم بقدر ما تلوم الظالم !! كي لا يقال انه متحزب لجهة معينة .

أما إذا صدر مثل هذا “الحياد ” من رجال الثقافة أو الفكر ، فهو تهرب عن أداء الواجب الوطني .

الأحزاب التي تقود السلطة في العراق والتي تتباكى وتندب مصير العراق .. هي لا تفكر إلا في مصالحها ومراكزها وأموالها .. ونراها تدعو للاستقرار ولو على جمر النار !!

ما أكثر ” الحكماء ” في العراق هذه الأيام ، وما أكثر الذين يحاولون ان يخدعوا الشعب ، ويخدعوا أنفسهم بالتظاهر بأنهم يقومون بواجبهم الوطني عن طريق التوفيق بين الحق والباطل .

ومن خلال قراءات بعض الكتب .. وجدنا ان الروائي والشاعر الفرنسي المعروف فيكتور هوچو كتب وسـمّى مثل هذه المجموعات من ( المحايدين ) .. بحزب الماء الفاتر ، أي الحزب الذي يتوسط بين حزب الماء الحار وحزب الماء البارد .. وما علينا الا نستخرج تسمية جديدة .. للأحزاب العراقية التي لا تأتي بأي خير للشعب .. فهي لا تستطيع ان تعالج حالات الفقر في العراق ولا تستطيع ان تعالج تزويد العراق بحصته المائية من دول الجوار .. وتعجز عن معالجة ابسط الخدمات ومنها الكهرباء نتيجة الفساد . او معالجة خدمات المؤسسات الصحية لتوفير الخدمات الصحية للمواطن اومعالجة تردي العملية التربوية … الخ وكل ما جنيناه من هذه الاحزاب .. هو اغلاق المصانع التي كانت توفر بعض حاجات السوق العراقي وتوفر مجالات العمل للأيدي العاملة .. كما جنى المواطن .. تخفيض قيمة الدينار العراقي لينخفض دخل الموظف والمتقاعد بنسبة 23% .. فضلاً عن زيادة حالات الركود الاقتصادي لتنعش البطالة .. وتتفشي المخدرات . وبعدها جاء .قطع الطرق والجسور.. لتقطع أرزاق الناس .