أخبرتكم في مقالة الأمس ان النبي محمد (ص) قاد جيشاً من ١٥٠٠ مقاتل وفتح بعد معارك شرسة حصون خيبر الثمانية حيث غنم جيش المسلمين ولأول مرة النساء وبساتين النخيل بالإضافة الى الماشية والأموال … أما النساء فقد اشترى الرسول صفية بنت حيي ابنة سيد خيبر من أحد المقاتلين وخيرها بالزواج منه أو تصبح جارية تباع وتشترى كما جرت عليه العادة بالنسبة لسبايا الحروب في كل أصقاع العالم في ذلك الزمن .. فاختارت الأول وتزوجها الرسول وأصبحت من أمهات المؤمنين … كذلك رفضتُ رواية الشيعة من ان الرسول أخذ علي بن أبي طالب وذهبا لوحدهما ليلاً وبشكل سري من خيبر الى الواحة المجاورة (فدك) وفتح علي حصن فدك بعد أن تسلق على ظهر الرسول بأمر من “جبريل” !! حتى (حسب رواية الشيعة) لا تكون حصة لجيش المسلمين فيه لكي يعطي الرسول ابنته فاطمة بستان أو بساتين النخيل في فدك .. فقلنا هذه الرواية هي جزء من فلم هندي !! لأن مهمة آخر الأنبياء والمرسلين هي ايصال رسالة السماء وليس الجلوس على الأرض لكي يضع زوج ابنته علي قدميه على كتفه في خلسة الظلام الدامس وتسلق الجدار لإجبار يهود فدك “بالتبرع” بأحد بساتين النخيل لابنته فاطمة !!!
نحن نميل الى رواية أهل السنة والجماعة في هذه القصة من ان الرسول بقى حوالي اسبوع في خيبر بعد فتحها وان يهود الواحة المجاورة (فدك) بعد سماعهم بفتح خيبر جاءوا الى الرسول وطلبوا منه أن يبقوا في مزارعهم مقابل اعطاء المسلمين حصة فيها فوافق الرسول على ذلك … لكن هل أعطى الرسول ابنته فاطمة في جلسة عائلية خاصة من حصة الخمس بستان من النخيل في فدك دون علم أبو بكر وعمر وعثمان الذين كانوا مع الرسول في خيبر ؟ جائز ممكن ذلك دون علمهم لأن واردات بساتين خيبر وفدك في عهد الخلفاء الثلاثة ذهبت الى بيت مال المسلمين .. وكما قلنا سابقاً لو ذهب الرسول وعلي لوحدهما من المدينة الى فدك وفتحاها لكان كل بساتين فدك لهما دون الحاجة الى أوراق “الطابو” (يعني أوراق الملكية) !! … لكن قد يكون عند محرك جوجل “الخبر اليقين” ، فلنطرق بابه .
سألنا محرك جوجل الأسئلة التالية لكي (وكعادتنا) نطرق الموضوع بطريقة مختلفة عن قراءة ٩٩% منكم لأحداث التاريخ ، لكي لا نضع كل “البيض” تبعنا في سلة قال فلان وقال علان .. وإنما قال محرك جوجل !! ١. سألنا محرك جوجل السؤال الأول : في أي يوم وشهر ميلادي توفى الرسول محمد (ص)؟ جواب محرك جوجل كان ٨ يونيو (حزيران) ٦٣٣ ميلادي ..بالمقابل نحن وعلي خامنئي وأبو فدك نعلم ان فاطمة بنت محمد توفت بعد ٦ أشهر من وفاة أبيها … ٢. سألنا محرك جوجل السؤال الثاني : كم استمرت حروب الردة وما هي المناطق التي ارتدت عن الاسلام بعد وفاة النبي محمد؟ جواب محرك جوجل كان استمرت حروب الردة سنة كاملة .. حيث ارتدت كل جزيرة العرب عن الاسلام عدا ثلاث مناطق هي مكة والمدينة والطائف … ٣. سألنا محرك جوجل السؤال الثالث : في أي منطقة تقع فدك وما هو بعد مركز تلك المنطقة عن المدينة المنورة ؟ جواب محرك جوجل كان تقع فدك في منطقة حائل .. تبعد مدينة حائل عن المدينة المنورة ٤٢٧ كلم ، ولكن فدك أقرب الى المدينة من مركز حائل … ٤. سألنا محرك جوجل السؤال الرابع : في أي شهر يتم فيه قطف التمور في منطقة القصيم وحائل ؟ جواب محرك جوجل كان تبلغ ذروة قطف التمور في منتصف الشهر الثامن الميلادي (أغسطس أو شهر آب) …
تحليل المعلومات أعلاه : التمور التي يفترض أن تصل المدينة من فدك أواخر الشهر الثامن (أي بعد حوالي شهرين ونصف من وفاة الرسول) لم تصل تلك السنة لأن منطقة حائل بما فيها فدك ارتدت عن الاسلام واحتاج فارس الجزيرة العربية خالد بن الوليد الى سنة كاملة (أي ٦ أشهر بعد وفاة فاطمة) لكي يعيدها الى حضيرة الاسلام .. فهل فاطمة بنت محمد وزوجها علي بن أبي طالب لم يكونا يعلما ان فدك وغير فدك كانت ساقطة بيد المرتدين حتى يبعث علي زوجته لكي تطالب بحقها ؟؟؟ وعلي بن أبي طالب كان يعلم جيداً ان أهل فدك هم أشدُ كرهاً له ولبستان زوجته (ان كان فعلاً لها بستان هناك) لأن علي هو من أغار سنة ٦ هجري على قبائل سعد بن بكر في فدك بسبب تعاونهم مع يهود خيبر وأخذ منهم ٢٠٠٠ رأس من الماشية و ٥٠٠ من الجمال ولم يترك لهم الا الشاة العقور (أي صعبة الأنقياد) .. وقبائل سعد بن بكر ارتدت عن الاسلام !!! أرجو أن لا تكون قد فعلتها فاطمة بنت محمد لأن تمور فدك كان آخر ما يفكر به أبو بكر في تلك الظروف العصيبة التي وصف معاركها خالد بن الوليد بأنها أصعب المعارك التي خاضها في حياته !
