17 نوفمبر، 2024 11:20 م
Search
Close this search box.

إلغاء التقاعد الخاص حل لجزء من مشكلة

إلغاء التقاعد الخاص حل لجزء من مشكلة

لا شك ان إلغاء الرواتب التقاعدية للنواب ورواتب أعضاء مجالس المحافظات والدرجات الخاصة والوزراء , أصبح مطلب شعبي ومطلب المرجعايات الدينية والثقافية والإجتماعية ,  والرأي العام ضاغطاً على المسؤولين , وحتى من يرفض هذه المطالب عجز الوقوف بوجه الشارع الغاضب  , هذه المطالب أحد أهم الحقوق المسلوبة من المواطن العراقي وهدر للمال العام بما يخالف قوانين العمل والخدمة المدنية  , وهو تخصيص ما يزيد 80% من الراتب الأصلي كراتب تقاعدي في خدمة اربعة اعوام , ناهيك عن المستشارين والحمايات والسيارات والسفرات والأيفادات والعلاج والحج والعمرة و ومخصصات تحسين المعيشة وبدلات الإيجار ووووو….. الخ , وربما البعض لم يخدم هذه الفترة او لم يحضر الجلسات او كان له الدور السلبي  في العملية السياسية , وفي كل دورة يزداد عدد الأعضاء وهذا ما يعني تحول الموازنة الى رواتب وأمتيازات خاصة دون تحريك لأقتصاد الفرد العراقي , و زيادة دائمة في الموازنة التشغلية على حساب الإستثمارية , والسحب من الأموال المخصصة للمشاريع والخدمات للتقاعد , وربما يدفع العراق للإستدانة من الدول الاخرى بعد سنوات  , لإعتماده على النفط بما يزيد عن 90% من الموازنة العامة , وتوقف الصناعة والتجارة والزراعة والأيادي العاملة وهجرة العقول والشباب  , وفي اخر التقارير الدولية التي إستندت الى التقارير الحكومية , والاستبيانات التي لم تكن بتلك الدقة لغياب القواعد البيانية , أظهرت ان ما يقارب 18% من العراقيين تحت خط الفقر, ورغم إن الارقام الحقيقة قد تكون مضاعفة , خاصة بعد الانهيار الأمني الذي شل حركة السوق  , والتقارير الحكومية أشارت في وقت سابق الى إنخفاض نسبة البطالة في العراق , ولكن الخبراء يشيرون للعكس وإنما الهجرة للشباب , وعجز المواطن ويأسه من البحث عن العمل , وترهل الوظائف الحكومية والبطالة المقنعة ,والمؤوسسات الحكومية أصيبت بالتخمة من عدد موظفيها , وصنع المناصب الأفتراضية ,  ولا فرصة سوى التطوع الى صفوف الجيش , وعسكرة المجتمع , ولا خطط للتمنية البشرية .
المحكمة الاتحادية قبل أيام نقضت القانون 26 في 2011م الذي يقضي بخفض رواتب الرئاسات الثلاث , وقالت ان هذا القانون غير دستوري , نقول ان تحديد رواتب الرئاسات الثلاث والنواب والوزراء ومجالس المحافظات  لم يتم تحديدها على نص دستوري , وإنما اتفاق الكتل السياسية وتحديد هذه الإمتيازات في وقت محدد لتلك الظروف , على فرض ان المسؤول لا يستطيع ممارسة حياته الأعتيادية بعد تركه المنصب, ورغم تأييد الكتل السياسية وجدية بعضها في الإستجابة للمطالب الوطنية بألغاء الرواتب التقاعدية , الاّ أن هنالك مشكلة بحاجة الى علاجها من الجذور وهي خفض الرواتب للرئاسات الثلاث والوزراء والدرجات الخاصة والإمتيازات وابواب الصرف المطلقة , ومساواة المخصصات الممنوحة لتلك الدرجات مع المواطن العراقي وليس من المعقول ان يصرف لعائلة اليتيم 50 ألف و لزوجية الموظف 50 ألف وللأطفال 10 ألاف  بينما يوجد فروقات شاسعة وفاحشة تعطى لدرجات خاصة دون قانون ,ولا تستند الاّ لإتفاق المصالح , وتشخيص التفاوت بين الوزرات بإيجاد سلم موحد , الذي على أساسه يستند الراتب التقاعدي ,والتخلص من الطبقية التي لا زلنا نعيشها في بناء مدرسة مكيفة هنا وأخرى من الطين هناك , وإن الأطفال كلهم من الوطن الواحد وليس بالضرورة ان لا يكون أبناء المدير العام والوزير أذكى من أبناء الفلاحين.

أحدث المقالات