19 ديسمبر، 2024 12:36 ص

إلعَنوا آلسّياسيين قبل عبد ألرّحمن بن ملجم

إلعَنوا آلسّياسيين قبل عبد ألرّحمن بن ملجم

مقولة لمؤسس حوزة قم السيد عبد الكريم الحائري قالها؛ بعد قصة رائعة كتبتها لكم سابقا إن كنتم تذكرون:

حيث قال أحد تلامذته له في ختام تلك القصة(الحادثة):

[من السهل أن تكون عالماً و من الصعب .. أن تكون إنساناً] فإلتفت إليه السيد الحائري قائلاً, تقرّب مني لأصحح مقولتك: [من السهل أن تكون عالماً و من المستحيل أن تكون إنساناً], و الآن إذهب يا بُني سامحك الله!

خصوصا في هذا العصر الذي سيطر عليه الفاسدين شرقا و غرباً تحت مظلة المنظمة الأقتصادية العالمية التي سيطرت على منابع القدرة و الطاقة في العالم.

حيث لم يعد بإمكانك يا أخي أن تجد فيه درهم من حلال أو حتى صديق يُرتاح إليه.

وسلام الله ألأبدي عليك يا أمير المؤمنين حين كنت و بقيت وحيداً حتى و أنت إمبراطور 11 دولة إسلامية من عاصمتك الكوفة التي سفك فيها دمك الطاهر!

يقول (أبو الأسود الدؤولي) الذي كان قد عيّنه الأمام(ع) أثناء خلافته والياً على البصرة: لم أشهد أمير المؤمنين(ع) في أواخر أيامه مبتسماً .. بعد ما كان يفرح بلقائي لأني كنت أضاحكه بسبب اللطائف التي كنت أنقلها له و أحدّثه بها في كل زيارة لي إلى الكوفة, لكنه تغيير في أواخر حياته حيث كان يتّخذ الصمت قبيل شهادته رغم محاولتي اليائسة إدخال الفرحة في قلبه الحزين. حتى قال بعد ما سألته [ما الذي أحزنك لهذا الحدّ يا سيّدي يا أمير المؤمنين], فأجاب:

[ ما لزمن يُفتقد فيه إلى درهم من حلال أو صديق يُرتاح إليه].

لهذا صاح عالياً بكل صوته و كأنه يخاطب الكون كلّه أثناء الضربة و هو ساجد في المحراب لأداء صلاة الصبح .. صيحةً لم نشهد مثلها في ذلك الصياح المشؤوم, قائلا من فرط فرحته:

[فزتُ و ربّ الكعبة],

أيّة دنيا هذه يا ناس و أمام المتقين و سيد العدالة الأنسانية يصل فيه مرحلة يعتبر أقسى ضربة على هامته فوزاً عظيماً و نجاةً من الفساد و اللؤماء!؟؟

أخواني:

لا تنسوا لعن السياسيين و كل مسؤول حكومي و حزبي .. كلهم بلا إستثناء قبل الملعون عبد الرحمن بن ملجم المرادي ألذي ضرب هامته الشريفة و قتل بدنه .. لكن السياسيين قتلوا فكره – فكر عليّ – و عكسوا صورة سيئة عن هذا الأمام المظلوم بأخلاقهم و بإدعائهم الأنتماء لمدرسته و دعوته للأسف في هذا الشهر المبارك.