23 ديسمبر، 2024 5:26 م

معلومة : كنت دوما” من الداعين وبقوة لإسقاط نظم الإستبداد والتسلط في عالمنا ، منحرطا” في مشروع (دمقرطة) فيه الكثير من الويلات ، أتهم بالعمالة تارة وأخرى أنا كافر مرتد سليل متعة ، من كان منها ذات طابع قومي سئمت شعارها المطلق منذ نصف قرن ، او قبلي متخلف .

يبدو ان قرار إدارة (النايل سات) المصرية بوقف القنوات السورية الثلاث (سوريا ، سوريا الإخبارية ، دنيا) من البث عبر قمرها سياسي بإمتياز بعد طلب مجلس جامعة الدول العربية ذلك من إدارتي المؤسسة العربية للإتصالات الفضائية (عربسات) والشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) تضامنا” منها مع (ثورة) شعبها ونوع من الضغط على نظام الحكم فيها ، وليس لأسباب قانونية حيث لم ترتكب تلك القنوات اي مخالفة وهذا يتعارض بحد ذاته مع مباديء حرية الإعلام وتداول المعلومة ، علما” ان قرارات مجلس الجامعة غير ملزمة لإدارة (النايل سات) كونها خاضعة للقوانين المصرية التي تنظم شركات الإتصالات والمناطق الحرة في حين تلزم (عربسات) من الناحية القانونية كون الشركة مملوكة من قبل جامعة الدول العربية منذ إنشائها العام 1976 .
نعم القنوات السورية شأنها في ذلك شأن قنوات عربيات كثيرة لا مجال هنا لحصرها او الدخول في تعدادها ، أداة لنصرة نظام تسلطي كان يمكن ان تكون نهايته سريعة بعد أولى شرارات ثورة شعبه لولا تخوف الكثيرين منهم من قادم أكثر دموية أثبتتها ممارسات (ثورية) أقدم عليها البعض بعد ان خلط مابين الرغبة في دولة مدنية وعناصر إجرام تغذيها أنظمة طائفية تستمد فعلها من صراع تأريخي يراد له ان يستمر ، بعيدا” عن منظومتها رغبة منها في إبعاد شبح التغيير عنها من جهة بعد ان سعت بقوة لترى شعوبها المبتلاة بها بعد حالات العوز الكثيرة والأمراض المزمنة لمجتمعاتها رغم الأموال الطائلة التي وفرتها صادراتها النفطية الثمن والسقف العاليين للتغيير .
عالم غريب (العالم العربي) مريض حالم بالقتل وأنهار الدم ، حكاما” متمرسين فيه وشعوبا” مصابة بأبشع إنفصام للشخصية ، تسب وتلعن سلطان جور وتشاركه قتل الآخر (قرينها في الوطن) .
أمسك جهاز تحكم تلفازك وتنقل عبر قنواته ، كم من قناة تدعوك للقتل علانية ، مشايخ دين ملتحين تشحذ الهمم خشية الإستكانة والتكاسل عن أداء واجب (شرعي) بقطف رؤوس وسلخ جلد وفقأ عين يلزمك به نص محرف عن موضعه .
إلا وصالكم عنوان بحجم (الحلم) العربي كما (صفا) وغيرها من قنوات الرعب ، البعض يتنزه عبرها مبتسما” دون دهشه منه وهذا غريب في عالم يبحث للحيوان عن مكانة فيه ، وآخر يزداد منها مرضا” فوق مرضه ، يشعره بزهو قل نظيره بأحقية ماوجد عليه نفسه كما آباء وأجداد أولين من تمذهب في العيش دوني .
نعم الأسد (الصغير) آيل للسقوط لامحالة قلتها بعد خيبة الأمل المعقودة عليه في الإصلاح وإسناد الأمر لحرس أبيه القديم ، تصحبه ثلة أنظمة الأقليم ممن تحصن بعناوين الدفاع عن حقوق الشعوب بالتحرر ويضطهد شعبه (فاقد الشيء لايعطيه) ، لكن عندما تقدم على هكذا قرار (منع البث الفضائي) عليك ان تكون عينا” صافية ليس فيها حوَل او غشاوة تحول دون النظر جيدا” ، وتتصرف وفق مهنية تفرضها عليك أخلاقيات المهنة ذاتها ، لا ان يملى عليك الأمر وهذا ماكان .