23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

إقليم كوردستان مهد التسامح والإنفتاح والتعايش المشترك

إقليم كوردستان مهد التسامح والإنفتاح والتعايش المشترك

في وقت تعیش فیه المنطقة العديد من المخاطر والتھديدات سواء کانت من قبل مجاميع متطرفة أو ملیشيات مسلحة خارجة عن القانون وفي ظل تصاعد حدة عدم التسامح يسعی قادة إقليم كوردستان داخل وخارج الإقليم الی التلاقي والحوار للتفاهم علی موقف يفيد الإنسانية والسلام لتخليص المنطقة من العنف والتشدد والعنصرية والتفرقة بين الشعوب لأسباب دينية کانت أو أثنية.
في هذا العصر المتميز بعولمة الإقتصاد وبالسرعة المتزايدة في الحرکة والتنقل والإتصال وإنتقال السکان علی نطاق واسع والتوسع الحضري وتغيير الأنماط الإجتماعية يعتبر التسامح أمر جوهري في العالم الحديث أكثر منه في أي وقت مضى.
الزیارات المتکررة لقادة الإقليم الی روما والفاتیکان للقاء بابا الفاتيکان فرنسيس لتکريس التسامح والتواصل والحوار خير دليل علی مدی إهتمام هذه القيادة الحکيمة بقيم التسامح و عملية التواصل و أساليب الحوار بين الأديان في زمن تطفوا فيه الی السطح نوازع التشدد والغلو في صفوف أبناء الأديان والحضارات.
تعتمد حکومة إقليم كوردستان علی فلسفة سياسية وإجتماعية وفکرية قائمة علی الإعتدال والإنفتاح، وهي حريصة علی تجسيد قيم التسامح والحوار وترسيخ قيم التماسك والترابط والاحترام في العالم أجمع. إذ تستقبل مبادرات رائدة في مجال التعاون الدولي والتکامل العالمي وتتبادل مع التحالف الدولي ضد “داعش” الخبرات العسکرية والأمنية في سبيل التصدي لخطر العنف والإرهاب.
نقول وبكل أعتزاز أن إقليم كوردستان هو شريك أساسي في الحرب ضد هذا التنظيم الإرهابي وقد لعب دوراً مهماً في ترسيخ الأمن والسلم في المنطقة وأصبح ملاذاً آمناً لمئات آلاف من النازحين واللاجئين، بعد أن ترکوا دیارهم بسبب الحروب والنزاعات المستمرة في كل من العراق وسوريا.
حکومة الإقليم تؤکد في كل مناسبة التزامها بمكافحة التطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره، إذ تدعوا المجتمع الدولي لمساندتها ومساعدتها من أجل مضاعفة جهود المكافحة الكفيلة بالوصول إلى مجتمعات آمنة وخالية من التطرف والإرهاب.
وإيماناً منه في اتخاذ موقف إيجابي فيه إقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية المعترف بها عالمياً لعب الرئیس القائد مسعود بارزاني خلال مسيرته النضالية دوراً بارزاً في خلق قنوات التواصل مع شعوب العالم و هو مستمر في تعزيز علاقات الإقليم الدولية وتحقيق السلام العالمي.
أما نهجه النابع من تعاليم الخالد بارزاني الأب المليئة بفلسفة حب الحياة والدفاع عن حقوق الإنسان وقيم وعادات شعب كوردستان الأصلية فأنه يرسخ العدل والمساواة والتآلف والتسامح واحترام الآخر والتعارف والاندماج الإيجابي بين المكونات والدیانات المختلفة في كوردستان.

وما دعوة رئیس حکومة الإقليم، التي قدمه خلال زیارته الی الفاتیکان في 19 شباط 2020 لبابا فرنسيس، لزیارة إقليم كوردستان، إلا تأكيداً لسماحة الأديان السماوية والقيم الإنسانية المشتركة، والتي تجمع الشعب الكوردستاني والعالم للتعايش في سلام وتعاون ووئام.
ختاماً يقول الفيلسوف الفرنسي Jean-Claude Zarka: “إن التسامح ينبغي أن يتجاوز منطق الشعارات؛ ليصبح محددا، مؤسساً، يؤطر الفكر والسلوك، والتمثلات والممارسات الفردية والجماعية، فينبغي أن يدخل التسامح في العادات والمؤسسات.. وأن يتم التنصيص عليه في الأجهزة القانونية والسياسية”.