18 ديسمبر، 2024 7:09 م

إقالة عبعوب : خطوة إصلاحية

إقالة عبعوب : خطوة إصلاحية

تأتي إقالة أمين بغداد ووسيمها ” نعيم عبعوب ” ضمن الخطوات الإصلاحية التي قام بها رئيس الوزراء ” حيدر العبادي ” في المنظومة الأمنية والخدمية , والتي أثبتت على مدى سنين عدة فشلها الذريع في تقديم الخدمات المنوطة بها للمواطن , وأنها لم تقدم شيئاً سوى التصريحات البهلوانية .

نعيم عبعوب المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل في الأوساط الشعبية والأنترنيتية والفيسبوكية , إذ يتخذها رواد مواقع التواصل كنوادر يتفكهون بها , ومُزَحٍ يتناقلونها فيما بينهم , وأكثرها إثارة تصريحاته بشأن مدينتي نيويورك ومدينة دبي على قناة السومرية بتاريخ 6/3/ 2014 , عندما قال عن ” دبي ” وباللهجة العراقية الدارجة أنها ” زرق ورق ” وكذلك عن نيويورك , عندما قال : أن الخدمات التي تقدمها أمانة بغداد تفوق الخدمات التي تقدمها بلدية نيويورك. وكذلك صخرة عبعوب الشهيرة , وكلماته المطولة التعجبية ” أيبااااااااااااه ” .

وهذه التصريحات مثيرة للسخرية , وتناقض الخيال والواقع خصوصاً فيما يتعلق بالمقارنة بين مدينة بغداد ومدن عالمية وعربية كنيويورك ودبي , وبالتأكيد المقارنه فيها ظلم لهاتين المدينتين , إذ دبي هي المدينة الأفضل عربياً على مدار سنوات , وهي تقدم هدية لأي مواطن يتقدم بشكوى لديها ,عن قصور أو خلل في تقديم الخدمات . أما بغداد فكانت المدينة الأسوأ في العالم لسنوات متواليه عدة حسب عدد من المقاييس الدولية المختصة بهذا الشأن ,

فكيف نقارن هذه المقارنة العجيبة !!! بين مدن في مصاف المدن الأكثر تفوق عالمياً وبين بغداد التي ما زالت تترنح في المراكز الأولى كأوسخ مدينة .

وبالتأكيد فإن المسؤلية لا تقع بكاملها على كاهل ” نعيم عبعوب ” لوحده , وليس هو المسبب لها , فالأمر بحاجة الى جهود تراكمية وميزانية كبيرة لتعيد بغداد الى سالف عهدها ورونقها .

وما هذه الدول التي نراها في التلفاز وقطعت أشواطاً كبيرة في الرقي والتقدم , وليدة اليوم , وبناء الحاضر , كلا فهي تُشَيد منذُ مئات أو عشرات السنين وكل

رئيس أو وزير أو أمين للمحافظة أو البلدية يأتي فهو يسبر على استراتيجية واضحة , وبخط معلوم وطريق مرسوم , فضلاً عن أن أكثر هذه الدول لم تعاني الحروب والإنفجارات والإنفلات الأمني , بل تجاوزت تلك القضايا وانطلقت نحو البناء والتعمير , وما زلنا في الهدم والتدمير .

لذلك فالمسؤلية اليوم كبيرة على امينة بغداد , فالأحداق تصوب نحو بغداد ” العاصمة ” في كل مناسبة وبدون مناسبة , وهي تحتاج بعض الخطوات الاصلاحية وتفعيل الرقابة على عمل دوائر البلدية , والمتابعة المستمرة , والنزول للميدان – فليس مَن راءٍ كمن سمعا – وكذلك الأحياء الشعبية , البعيدة عن مركز المدينة , ومحاسبة المقصرين , والوقوف على مكامن الخلل , ومحاولة التشخيص الفعال العملي لا النظري , والتعامل مع الواقع , ولا تُنسى الطموحات , لعل أن يعاد لبغداد مجدها وعلوها وزهوها , وأن تنهض من كبوتها فلكل جواد كبوة , وبالعمل المستمر والتعاون الدائم يتحقق ما نصبوا اليه .

والله من وراء القصد.