(( أن الحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا أظهرت للعالم مدى النظرة السوداوية اتجاه الإسلام والمسلمين والعرب بالذات وما مقدار التمييز العنصري والقومي والديني والعرقي الذي تكنه الدول الأوربية والغربية اتجاه المسلمين وهذا يتحمل الجزء الأكبر منه العرب والمسلمين أنفسهم وهم الذين أوصلوا ووضعوا مكانهم في نطاق هذا الأمر بفكرهم المتطرف وتغليب الفكر الإسلامي الخاطئ المتبنى من قبل البعض مع ضعف الإمكانيات الاقتصادية العربية وفقدان الأمن والأمان في بلدان العرب يبرر لهذه الدول تصرفاتها حيث جعلوا العرب في وضعهم هذا لا يحسدون عليه كونهم ضحية لقياداتهم السياسية الطاردة لمواطنيها يهيمون في بلدان الغرب يطلبون الأمن والعيش بحرية أفضل من بلدانهم تحت رحمة وفتات الغرب والظلم الغربي للمواطن العربي والمسلم والاستعلاء عليه .
فقد أظهرت بعض وسائل الأعلام الغربي أبشع صورة المنافية للمواقف الإنسانية والخلقية التي كان الغرب وأوربا تتبجح بها والديمقراطية المزيفة التي صدعت رؤوس العالم حيث وصفوا اللاجئين العرب والمسلمين بالمتخلفين والجهلة والقتلة ومصدر قلق أمني واجتماعي وباب من أبواب الإرهاب الفكري ومثيري المشاكل في دولهم وغيرها من النعوت الغير أخلاقية مع العلم أن الغرب هم صناع الحروب والموت والدمار والصراعات في بقاع العالم والتي خلفت الآلاف بل الملايين من المشردين والأموات والمعاقين في بلدان العالم وخصوصا في دول الشرق الأوسط والدول النامية .أن الحرب الروسية الأوكراني وتداعياتها كشفت للعالم كثيرا من الحقائق التي أفرزتها خصوصا للشعب العربي وأظهرت مدى الزيف والإدعاء الغربي الكاذب وخصوصا أمريكا وحلفائها في مناطق العالم عن أخلاقياتهم المريضة وتفكيرهم القاصر أمام تطلعات الشعوب الأخرى وتعاطيهم القذر والمهين البعيد عن الإنسانية فقد أسقطت هذه الحرب القناع عن الوجه القبيح للغرب للتعامل المزدوج والانتقائي في استقبال اللاجئين من العرب والمسلمين وذو البشرة السوداء بالذات .
السؤال المهم هل العالم العربي وشعوبه وساسته وحكامه وعت الدرس الجديد البليغ وعرفت كيفية التعامل مع الغرب المتغطرس بسياسته ومصالحه مستقبلا اتجاه بلدانهم ونظمت بلدانها ونهجها ومستقبلها ومستقبل أجيالها حسب المستجدات وصراعات وتداعيات المرحلة المقبلة والتغيرات التي قد تعصف بالعالم في استثمار ثروات وقدرات شعوبها وتصحيح نهجها الاقتصادي والسياسي وترتيب أوراقها الداخلية والخارجية بعيدا عن الصراعات الدولية المهيمنة على قرارات العالم والتي تصب في مصالحها في احتلال العالم اقتصاديا كون المرحلة المقبلة من الصراعات الدولية الشرسة هي حروب اقتصادية محضة حيث تصبح ضحيتها الدول الفقيرة والدول الهشة اقتصاديا وسياسيا والتي لا تحسن التصرف بثرواتها وسياستها وقدرات شعبها وكيفية التعامل مع التطورات السياسية والاقتصادية في أدارة الأزمات مع العالم على ضوء مصلحة شعوبها ورفاهيته وأمنه واقتصاده )….