23 ديسمبر، 2024 3:20 ص

إفتحوا باب الجحيم على طهران

إفتحوا باب الجحيم على طهران

ليس هنالك من خلاف بشأن أن معادلة العلاقات القائمة بين العراق و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تميل لصالح الاخير کاملا، بحيث يمکن القول إنن طهران باتت بتتحکم بکل الاوضاع و الامور في العراق وإن المشاکل و الازمات التي تحدث في العراق يکون حلها دائما في طهران، فقرارها الفصل!
هذه المعادلة السلبية التي نرى آثارها و نتائجها و تداعياتها يوميا تتجسد في الاوضاع الوخيمة في العراق، حيث إن البلاد تعاني من حالة عدم ثبات الامن و الاستقرار و تواجه تبعا لذلك الکثير من التهديدات المحدقة بها، والملفت للنظر إنه کلما إرتفع ثمة صوت يدعو للعمل الجدي من أجل مواجهة النفوذ و الهيمنة الطاغية لطهران، فإن هذا الصوت يواجه إقصاءا أو تهميشا أو حتى إتهامات تقوده الى النفي أو السجن و الاعدام، ولذلك فإن حاجز التصدي لهذا النفوذ ظل على حاله و لم يتم تخطيه و تجاوزه على الرغم من حالة الرفض و السخط تجاهه.
مايجب ملاحظته فيما يتعلق بالرافضين للنفوذ الايراني إنهم على نوعين، النوع الاول، أي الجدي الذي لديه مشروع ما أو ثمة طرح و آلية من أجل وضع حد لهذا النفوذ، وهو ماتتم مواجهته دائما بطرق و اساليب مختلفة حتى يتم إنهاء دوره، أما الرافضين لهذا النفوذ من دون أي مشروع أو خطة عمل، فإنه يسمح لهم بأن يرفعوا أصواتهم طالما کانت مجرد أصوات لاصدى و دور و تطبيق لها على في الواقع، وللأسف فإن أغلبية الاصوات المرتفعة حاليا ضد هذا النفوذ هي من النوع الاخير الذي لايقدم و لايٶخر بل و أشبه مايکون بزوبعة في فنجان!
الواقع العراقي الوخيم يتطلب تحرکا جديا من أجل النهوض به و إعادة دماء الحرکة و النشاط الى شرايينه، وهذا لايتم إلا برفع المعوقات التي تحول دون ذلك و على رأسها و أهمها النفوذ الايراني في العراق و الذي هو سبب جميع المصائب و الکوارث التي تحل بالبلاد، وإن رفع المعوقات مرتبط جدليا بتغيير العادلة القائمة بحيث تصبح لصالح العراق، خصوصا وإن هناك الکثير من المقومات و الامور التي تهيأ الارضية المناسبة لذلك، ولعل دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية خصوصا وإنه يواجه ممارسات قمعية فريدة من نوعها وصلت الى حد المبادرة الى تعميم الجلد ليشمل الطلبة الجامعيين و العمال، کما إن الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل للشعب الايراني الى جانب ذلك، سوف يکون من شأنه التمهيد لتغيير تلك المعادلة.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يتدخل في طول و عرض العراق بزعم الدفاع عن الشعب العراقي و محاربة الارهاب، في الوقت الذي نعلم فيه جميعا بإنه من يصدر التطرف الديني و الارهاب الى العراق و هو أيضا حامل لواء الفتنة الطائفية، يعاني الشعب الايراني الامرين من سياساته القمعية و خصوصا تدخلاته التي تنعکس سلبا على أوضاع ومن هنا فإن التمسك بدعم الشعب الايراني و المقاومة الايراني و الدعوة لذلك بقوى فإنه سيفتح باب الجحيم على ذلك النظام.