23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

إغتيال حلم الكفاءات في منتدى النخب والكفاءات

إغتيال حلم الكفاءات في منتدى النخب والكفاءات

لفتت مقالة السيد عادل البياتي التي نشرت في موقعكم الأنظار نحو مسيرة التجمع الذي أطلق عليه مؤسسوه اسم (المنتدى العراقي للنخب والكفاءات) وضرورة تقييم هذه المسيرة، لما رفعه من شعارات عن المساهمة في خدمة العراق وحل مشاكله، ورعاية أصحاب الكفاءات ودعمهم ، من جهة، ومن جهة أخرى لانضمام مجموعة كبيرة من الكوادر المعروفة بمسيرتها العلمية المهنية الوطنية إلى صفوفه، حيث ساهم وجود هذه الأسماء في لفت الأنظار إلى المنتدى. لكن، هل حقق المنتدى نصيباً مهماً من الآمال التي عقدت عليه؟.
بتأمل وحياد نقول إن ما قدمه المنتدى خلال سنوات وجوده لم يرقَ إلى الحد الأدنى مما كان يمكن أن يحققه، وذلك يعود إلى أسباب يمكن تشخيص أهمها فيما يلي:
١- أن مجموعة من المؤسسين عمدت إلى تصدر المشهد والهيمنة على القرار في المنتدى رغم وجود من يفوقها علماً وكفاءة وحماساً وقدرة على العطاء، واعتمدت على عناوينها الرسمية السابقة وتعاملت مع مسؤوليتها بكسل واضح وبيروقراطية شكا منها كثير من أعضاء المنتدى.
٢- أن المنتدى ظل يمارس نشاطه خارج العراق – في اسطنبول -، الأمر الذي خلق فجوة بينه وبين ساحة عمله الحقيقية، وهي العراق، كما أن ذلك حال بينه وبين مد جسور التعاون والتنسيق مع المؤسسات المعنية داخل العراق.
٣- أن وجود مقره في الخارج جعله يستنزف موارده للصرف على نفقات الضيافة عند الإجتماعات ما بين تذاكر سفر وأجور فنادق ومطاعم ، كما أن هذا الأمر جعل بعض من سماهم الأستاذ البياتي (أصحاب الحل والعقد) يجدون في مناصبهم في المنتدى فرصة للنزهة،وبلغ الأمر ببعضهم حد استصحاب زوجاتهم وأبنائهم معهم عند سفرهم على نفقة المنتدى !.
٤- تمسك بعض قيادات المنتدى بمواقعها فيه وعدم تقبلها لمغادرة هذه المواقع في أي حال من الأحوال. وهذا ما أكده كثيرون من الأعضاء عند حضورهم انتخابات المنتدى التي جرت مؤخراً بعد انتهاء دورته الأولى، حيث شهدت الإنتخابات والأشهر التي سبقتها ممارسات غريبة ومرفوضة قام بها بعض أصحاب الحل والعقد، منها ما أشير إليه من وضع شروط منعت ترشح عدد من الكوادر المرموقة للإنتخابات، إلى جانب ما افتضح من تعبئة ضد من لا يساير توجهات ورغبات هؤلاء، حتى بلغ الأمر حد محاولة تهيئة بدلاء فبل الإنتخابات عن طريق الإتصال ببعض من تتوفر فيهم شروط (الطاعة) ووعدهم ب(تسهيلات) متنوعة عند القبول!. وهذا ما أدى، بعد افتضاح الأمر، إلى استقالة عدد من العناصر المهمة الجادة من أعضاء المنتدى.
إن منتدى يحمل هذا الإسم سيكون في المرحلة القادمة أمام اختبار ليس سهلاً، وإذا لم تتوجه الإرادة إلى إصلاحه – وهذا ما نشك فيه في ظل وضعه الراهن وقيادته الحالية – فإنه سيظل آيلاً للسقوط.