من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وليس من المروءة أن يكون جزاء الإحسان إساءة، ولو على النفس أو محاباةً للآخرين، لأعتقادنا بصغر حجم أو ذكر صاحب الإحسان، فصاحب الإحسان يرتقي بإحسانه، وصاحب الإساءة ينحط بنكرانه.
نقرأ في أدعية الإمام علي بن الحسين المعروف بـ(الإمام السجاد)، وخصوصاً في صحيفته السجادية المختصة بالدعاء، قوله(عليه السلام): اللهم أجرِ على يديَّ الخير للناس، ولا تمحقه بالمن…الخ؛ ولذلك وللأمانة العلمية التي تتحتم على الكاتب في نقل الحقيقة، ونسب الكلام لصاحبه، وإعطاء كل ذي حقٍّ حقهُ، كنت دؤوباً على ذكر أصحاب المقولات، التي أستند عليها في مقالاتي، مع ذكر المصدر، أولاً كما قلتُ للأمانة العلمية، وثانياً ليتسنى للقارئ العودة إلى المصدر، والإستفادة منهُ بشكل أكثر، ولا سيما تلك الكتب التي كنتُ أعتقد بأنها ذات فائدة علمية كبيرة.
كان من دواعي السرور أن قام بعض الأخوة الكتاب، من الذين ذكرتُ كتبهم في مقالاتي، أن إتصل بي وشكرني، حيث أن كثير من القراء توجهوا لقراءة كتبه بعد قرائتهم لمقالي، بل إن أحد الكتاب من الذين أُكن لهُ كل الإحترام، والذي تعززت صداقتي به فيما بعد، قال في إتصالٍ لهُ معي، أن أحد رؤساء الجامعات إتصل به، وذكر له أنه قرأ مقالي، الذي ذكرتُ فيه ملخص نظريته، فإطلع على الكتاب، وهو يريد أن يدرسه في جامعته، فكان سرور الكاتب العزيز كبيراً، وسروري أكبر، حيث كنت مساهماً في إيصال العلم إلى أهله، وقد قام بنشر الكتاب في المواقع الألكترونية، ليتسنى قراءته لمن لا يمتلك ثمن شراءه.
في المقابل، إن كاتباً عربياً كان يجهلهُ الشارع العراقي المثقف، وبعد أن ذكرتُ لهُ مقولة في إحدى مقالاتي التي قدمتُ فيها رأياً فلسفياً حول معنى(الرحمة)، بدأ القارئ العراقي بالسؤال عن كتبهِ والبحث عنه، وما هي إلا أيام معدودات، حتى غزت كتبهُ شارع المتنبي، وسررتُ بذلك، وأنا لا أطالبه بشئ بل أنا أتقدم إليه بالشكر، ولكنَّ ما يؤسفني أن كتبه تباع بأسعار باهضة الثمن، بالرغم من طباعتها المتواضعة، وأنا لا أدري إن كان هو على علمٍ بذلك أو لا، ولذلك أترك الموضوع له ولباعة كتبه.
قال لي أحد الكتاب الكبار: إنك تقوم بـ(الأعلان بالمجان) فلماذا!؟ إن غيرك لا يقوم بذلك! فنحن إذا أردنا بيان أن مقولة ما ليست لنا، جعلناها بين قوسين أو شارحتين، فأجبته: ليكن ما أقوم به هو أعلاناً مجانياً، فغاية همي هي نشر العلم والمعرفة، فأنا لا أتقاضى أي أجرٍ على مقالاتي، وأتحدى أي صحيفة ورقية أو ألكترونية أن تقول بعكس هذا، بل أنا من أتقدم بالشكر لهم على نشر مقالاتي؟
بقي شئ…
بمناسبة مرور عام، على بداية نشر أول مقالاتي في المواقع الألكترونية(3/2/2014)، أتقدم بوافر شكري وإمتناني لموقع الحوار المتمدن، الذي ساهم في نشر وإنتشار كتاباتي، وكذلك أشكر جمبع من قرأتُ لهم وقرأوا لي، وجميع من وقف بجانبي، ولا سيما صديق عمري ورفيق دربي الكاتب أسعد عبدالله عبدعلي.