ما هي الوظيفة التي تقوم بها المؤسسات و الجهات الإعلامية ؟ سيأتيك الجواب بكل سرعة و سذاجة هو نقل المعلومات ، أي تعريف الجمهور بما حصل ؛ و هذه من أكثر مواطن البدائية الإعلامية التي تعاني منها المؤسسات و الجهات الإعلامية في العراق ، فمنذ قرون قال علماء النفس و الاجتماع أن الأعلام هو أحد مؤسسات التنشئة السياسية و الاجتماعية و الثقافية ، و في العقود الأخيرة و بسبب التطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال خاصة ما يرتبط بالإعلام المرئي و الالكتروني ، عادت نظرية التنشئة للدراسات الميدانية لتثبت أن الأعلام هو مؤسسة التنشئة الأكثر تأثيرا ، و بعد مقولة ( التنشئة ) جاءت الدراسات المعرفية لتقدم ما شكل بحسب منظري الأعلام التشخيص الأعمق لدور الإعلام الحديث ، عندما أطلقوا على المؤسسات الإعلامية الفاعلة بـ ( مصانع الوعي ) ، و الإشارة إلى مفهوم ( الإعلام الفاعل ) ينبغي أن يلتفت له بعناية ، و الكلام هنا عن الاشكال الاعلامية ؛ فليس كل وسيلة إعلامية تمتلك ذات الفاعلية و التأثير ، فاليوم بعد أن كانت الصحافة المكتوبة هي أهم وسائل صناعة الرأي ، أثبتت الدراسات الحديثة أن هذا الدور تقلص الى حدود يتوقع كبار الصحفيون في العالم أن هذا اللون من الصحافة بدء يدخل مرحلة الانقراض ، و ستنتقل الصحف الى المتاحف كجزء من ماضي الاعلام ، و هنالك الفاعلية المضمونية ؛ و هي التي بدأنا مقالنا للسؤال عنها ، و التي تشتمل على التقنيات المعرفية و الفنية .
لا أريد أن أبقى في هذه المنطقة التنظيرية ؛ لإن ما يهمني هو إعلام الدولة في العراق و أعني به إعلام المؤسسات الرسمية ، فهذه الجهات التي على الاغلب لا تميز بين الوظيفة الاعلانية و الاعلامية ، تساهم بسبب سذاجة و بساطة دورها في بناء علاقة مرتبكة بين المواطن العراقي و بين مؤسسات الدولة ، ففي الوقت الذي تعمد الجهات التي تستهدف الى ضرب مؤسسات الدولة و رموزها على الاعلام المرئي و الالكتروني ، و تقوم بإنتهاج أسلوب الجيوش ( جيش صناع الرأي ، جيش الكتروني ) ، و هي من أساليب الاعلام الحديث ، و توظف كل تقنيات الاعلام المرئي و الذي عد أن تأثيره أرتفع بنسبة 67% في توجيه الرأي العام العراقي بحسب دراسة أكاديمية في جامعة بغداد ، تعيش الجهات الإعلامية في نفق الحياة الوظيفية الرتيبة ، بكل أهات الروتين و البيروقراطية و المحسوبيات الضيقة ، و يقبر أي تفكير إبداعي في مدافن الاداريات الشخصانية ، و اعتما أساليب تقليدية بسيطة في نشر المعلومات و الافكار .