22 نوفمبر، 2024 6:58 م
Search
Close this search box.

إعلامي تحت وطأة المال السياسي

إعلامي تحت وطأة المال السياسي

الاعلام بكل أصنافه ومسمياته، مهنة نبيلة يمتهنها الشرفاء، غايتها الاولى إيصال الحقائق الى عامة الناس كما هي، لا كما يريدها البعض على حسب اهوائهم ومصالحهم، لكن للأسف الشديد تبدو تلك المهنة عند بعضهم فاقدة للقيم والمبادئ والاخلاق، واصبحت عبارة عن وسيلة لكسب المال فقط، لا عن ممارسة جميلة لنقل الحقائق بكل مصداقية.

بين فترة واُخرى يطل علينا، المدعو (علي سنبه) الملقب بـ(سليم الحسني)، احد اقلام المالكي المأجورة، بكتابات مليئة بالكذب والتدليس, بالغش والبهتان, كي يشغلوا الناس بقضايا بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي، من اجل تمرير اخرى طبخت في دهاليز السياسة المظلمة, خلف الأبواب المغلقة، بأيادي أمهر المخابرات الشرقية والغربية، بعد إعداد وتهيأة الشارع لقبولها بكل أريحية وامتنان، نتيجة تشويههم وإسقاطهم للحقائق.

استبق الحسني الأحداث، بمقال مليء بالكذب والتدليس، لضرب الحكومة القادمة قبل ولادتها، ان تمكنت الأطراف الرافضة للتدخل الخارجي، وبالذات التدخل الإيراني من تشكيلها، ووصفها بالحكومة الامريكية السعودية، متهمين الأطراف العاملة عليها بالعمالة والخيانة، وهي محاولة لوضع كل من يرفض التدخل الشرقي بدائرة الاتهام، وربطه بالمحور الغربي.

ربط الحسني بين زيارة السيد (عمار الحَكِيم)، الى الكويت وبين تشكيل الحكومة القادمة، وهو يعلم جيداً أن زيارة الحكيم لم تأتي لأجل هذا الغرض، لأنها زيارة سنوية اعتيادية، يقوم بها في العشرة الاولى من شهر رمضان المبارك من كل عام، دأب عليها بعد وفاة عمه السيد (محمد باقر الحكيم) وَوالده السيد (عَبْد العزيز الحَكِيم)، فأراد خلط الأوراق مع بعضها البعض لتضليل عامة الناس، اللذين يعلمون جيداً ان زيارة السيد الحكيم لدولة الكويت ليست بالشيء الجديد، ربطها بهذا الشكل ليصنع رأي عام ضد الحَكِيم.

اما السيد (مقتدى الصدر) فيعتقد البعض ان حساباته لم تكن في محلها، فرغبته بالظهور الإعلامي وطلبه السفر الى دولة الكويت في الوقت الحاضر، عكسه الاعلام سلبياً، باعتباره المعني الاول بتشكيل الحكومة وصاحب الكتلة الأكبر، فخروجه في الوقت الحالي لم يكن صائباً، فحاول الاعلام ايضاً ان يجعل من تصريحاته العلنية الحادة اتجاه التدخل الإيراني، متناغمة مع التوجهات الامريكية والخليجية التي تتهم ايران بالتدخل المباشر في الشأن العراقي.

يقول أيضاً ان مهمة تشكيل الحكومة انيطت بالحَكِيم وان الصدر لم يتخذ قراره بعد، الحكيم لم يكن صاحب الكتلة الأكبر؟ ولا هو المعني بالأساس بتشكيل الحكومة القادمة، لأن الكتلة الأكبر هي كتلة سائرون التي يتزعمها الصدر، فالصدر هو صاحب الكلمة والقرار الاقوى، والحكيم حليف حاله حال الحلفاء الآخرين، لكن الواضح ان تصريحات الحكيم الاخيرة من الكويت، هي من اثارة حفيظة حلفاء بعض الدول، عندما قال “الحكومة القادمة لا شرقية ولا غربية وإنما حكومة عراقية”.
فهذه الدولة وعلى ما يبدوا انها بدأت تخسر اوراقها التفاوضية منها: العبادي الباحث عن السلطة، والحزبين الكرديين الرئيسيين، اللذان هما من الأحجار الاساسية في المعادلة السياسية، لذلك دفعت بزعيم تحالف الفتح بلقاء (خميس الخنجر) المتهم بالإرهاب، بعدما دفعت بإعلام السوشيال ميديا الى تشذيبه من التهم، كقول “ان الرجل دخل الانتخابات فَلَو كان عليه شيء لما شارك ثم انسحب”, “واذا كانت عليه دعاوى قضائية كيف سمح له القضاء العراقي بالدخول”، والشعب العراقي يقول كان قبله (مشعان الجبوري) الذي اصبح وطنياً ومقاتلاً في الحشد الشعبي، ثمّ أقدمت على اللعب بمشاعر وعواطف الشعب العراقي، الرافض للتدخل السعودي والأمريكي.

يبقى السؤال الأخير لعلي سنبه، اذا كان تحالف سائرون والنصر والحكمة يضم معه دولة القانون هل كنت تتجرأ على اتهامه بهذه التهم؟ اذا كنت تجرء فعلاً، لِمَ لَمْ نسمع صوتك عندما جلس (قاسم سليماني) يفاوض (زلماي خليل زادة) في أربيل على تشكيل الحكومة العراقية (٢٠١٠-٢٠١٤)، ولماذا لم تتهمها بالحكومة الامريكية الإيرانية كما تتهم الْيَوْمَ الحكومة القادمة التي لم تشكل لحد الآن!، أم ان بريق الحمر اعمى بصرك وبصيرتك؟.

 

أحدث المقالات