23 نوفمبر، 2024 5:40 ص
Search
Close this search box.

 إعادة كتابة التاريخ وطرحه من خلال المنبر الحسيني

 إعادة كتابة التاريخ وطرحه من خلال المنبر الحسيني

لقد كتب التاريخ الإسلامي والعربي كتاب السلطات ومن يدور حولهم من وعاظ السلاطين ومرتزقة المال والجاه ، حتى أصبح هذا التاريخ عبارة عن معلومات تريدها السلطات الحاكمة أن تطرح الى المجتمع ويطلع عليها وتنغرز في فكر وعقل كل فرد المسلم حتى يستمر سلطانهم ويثبت ملكهم بما فيه من سلبيات ومظالم والتعدي على الشريعة المحمدية السمحاء ، وقد غذت المؤسسات التعليمية التابعة لتلك التوجهات أجيالنا السابقة والحالية بهذا التاريخ الذي يمجد السلطات والحكومات والقيادات التي أسست حكوماتها وسلطانها على جماجم المسلمين وأبعدت القيادات الحقيقية والعلماء الذين يريدون أستنهاض الأمة وترسيخ التعاليم الإسلامية في المجتمع الإسلامي ، فما علينا إلا أن نعيد كتابة التاريخ ونقدمه للمجتمع المسلم بشكله الحقيقي الذي يعكس ما جرى في العصور الغابرة من أحداث وحقائق ويعطى لكل ذي حق حقه ، حتى نبني جيلاً يعرف حقيقة تاريخه وتاريخ أئمته المعصومين عليهم السلام الذين ضحوا بكل ما يملكون من أجل إيصال تعاليم الإسلام الحق لنا وللأجيال القادمة ، وأفضل طريقة لكي نعيد كتابة التاريخ ونطرحه للمجتمع المسلم عن طريق المنبر الحسيني من خلال إستغلال المناسبات الإسلامية المهمة التي تستحوذ على إهتمام الموالين كولادات ووفيات المعصومين عليهم السلام وعددها ثلاث وعشرون مناسبة بالإضافة الى المبعث النبوي والحوادث التاريخية المهمة كالتاسع من ربيع الأول و وفاة أبي طالب رضوان الله عليه ومعركة بدر الكبرى وغيرها من المناسبات ، وهذه المناسبات تغطي مساحة زمنية من عام الفيل الى الى بداية الغيبة الكبرى عام 329 هجري ، فمن خلال تسلسل الأحداث التاريخية التي تطرح من خلال المنبر الحسيني والتي تغطي هذه الفترة الزمنية التي تعتبر النواة التي أعتمد عليها التاريخ الإسلامي ، عندها سوف نعيد طرح التاريخ الإسلامي للمجتمع مرتين في السنة ، فألشخص الذي عمره ستون سنة فخلال 45 سنة من عمره سيطلع على التاريخ حوالي تسعون مرة ، مما يؤدي الى ترسيخ التاريخ الإسلامي الحقيقي في فكره وعقله مع تعرفه الكبير على حياة أئمته عليهم السلام وتاريخهم العظيم الذي نفتقده ولم نطلع على معظمه نتيجة ظلم الأمة لهم مع تقاعس المتصدين الموالين في إظهاره ، وهذا المشروع يتطلب تظافر الجهود من خلال التغطية التاريخية الحقيقية الممنهجة وليس المبعثرة للمناسبة إن كانت ولادة أم وفاة ، مع توزيع طرح المراحل التاريخية التي أحاطت بحياة صاحب المناسبة عليه السلام ، إذا كانت عندنا عدة مؤسسات فعلينا توزيع طرح هذه المراحل التاريخية من خلال منابر هذه المؤسسات ، أي يجب أن يتم التنسيق ما بين المتصدين حتى نعطي أكبر كمية من المعلومات التاريخية التي أحاطة بالمعصوم عليه السلام ، وهذا يتطلب تكوين مجلس شورى للمتصدين (علماء أم محاضرين أم وعاظ أم مثقفين )
في كل مدينة ورئاسة هذا المجلس تكون دورية لكل متصدي ستت اشهر وتعتمد على الأحرف الأبجدية للأسم ، من خلال هذا المجلس يتم توزيع المراحل التاريخية التي تحيط بالمعصومين عليهم السلام على المتصدين لكي تطرح على المجتمع والتي من خلالها يتم تغطية أكبر قدر من الأحداث التاريخية التي حدثت في زمانه مع التشديد على مواقف المعصوم عليه السلام منها بالإضافة الى طرح قبسات من صفاته النورانية ، فمن خلال هذه المنهجية التاريخية سوف نصنع أجيال تكون على دراية كبيرة بتاريخها الإسلامي الحقيقي بالإضافة الى التعرف على حياة نبيهم محمد صلى الله عليه وأله وسلم وحياة أئمتهم سلام الله عليهم ، لأن طرح المعلومات بشكل ممنهج ومتسلسل يسهل فهمه وترسيخه في أذهان الأجيال على خلاف المعلومات المبعثرة التي يصعب فهمها وتثبيتها بالشكل الصحيح في ذهن وعقلية أفراد المجتمع ، لهذا فأن الفرد منا يأتي الى هذه الدنيا ويخرج منها كما خرجت أجيال كثيرة وهي تفتقد المعرفة الظاهرية بحياة أئمتنا عليهم السلام والأحداث التاريخية التي أحاطت بهم سلام الله عليهم ، على الرغم من توفر الأدوات التي تساعدنا في أيصال المعلومة التاريخية الحقيقية الى أفراد المجتمع كافة بما فيهم الموالين كالمنبر الحسيني والمناسبات الدينية المنتشرة خلال ايام السنة ، حيث وهب الله سبحانه وتعالى هذه المناسبات العظيمة لنا حتى نستغلها في معرفة طريق الهدى الذي أمرنا في إتباعه وسلوكه حتى نتعبده بالطريقة التي أرادها هو سبحانه وتعالى ، فمن خلال هذه المنهجية في إعادة كتابة التاريخ وطرحه من خلال المنبر الحسيني فسنبني جيلاً قد محص التاريخ وتعرف بشكل كبيرعلى حياة المعصومين عليهم السلام ، مما يجعلنا نؤسس مجتمعاً إسلامياً على إطلاع واسع بتاريخيه الحقيقي وتاريخ أئمته سلام الله عليهم الذين أمر الله سبحانه وتعالى بإتباعهم والإقتداء بهم ، وبهذا نزرع النواة الحقيقية للأجيال التي تترقب عصر الظهور و المشاركة الحقيقية في تكوين الدولة المهدوية المرتقبة التي بها ينتشر العدل ويعم الخير والسلام على صاحبها أفضل التحية والسلام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات