23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

إعادة قراءة لغز الظالم  و  المظلوم الديكتاموقراطيين ؟ !!

إعادة قراءة لغز الظالم  و  المظلوم الديكتاموقراطيين ؟ !!

العالمان العربي والإسلامي ولاشك  بحاجة اليوم الى إعادة تعريف من هو ” الدكتاتور” ومن هو “الثوري ” ، من هو الظالم ومن هو المظلوم السياسيين   حقيقة ، بعيدا عن العواطف المتوارثة في زمن الجدب المعرفي والتصحر الوجداني والجفاف الأخلاقي والجوع الى ..انسانية مفقودة ، صودرت ذات عذاب ، اذ ان  المطلوب هو فك الأرتباط بين ” الديكتاموقراطيين” ليتبين حجم التقارب بينهما وكيف ان احدهما مجرد  ظل للأخر ولاريب   .
هل الذي يحافظ على وحدة شعبه وأرضه ” ظالم ” و الذي يدعو الى فرقتهم وبيعهم في سوق النخاسة ” مظلوم ” ؟
هل الذي يكافح الأمية في بلده ويقضي عليها ” ظالم سياسي ” ومن يحرص على تعميمها واستشرائها بين الناس صباح مساء ” مظلوم سياسي ” ؟
هل الذي يبني مؤسسات صحية تعالج المرضى بالمجان ” ظالم ” والذي يسرق ادوية الناس ومعداتهم الطبية ويفرض عليهم العلاج مقابل ثمن ” مظلوم ” ؟هل الذي يؤمن لك حياة آمنة بغير لصوص ولا قطاع طرق ولا جماعات مسلحة حتى تكون آمنا في بيتك وسربك ومدرستك ومحلك وسوقك ومتنزهك ” ظالم ” والذي ” يسرق مالك ويقطع طريقك ورأسك ورزقك ويختطف ابنك ويسرق سيارتك ويصادر بيتك ومستقبلك ” مظلوم ” ؟هل الذي يؤمن لك العبادة في مسجدك ..كنيستك ..صومعتك ، ” ظالم ” والذي يهدم مساجدك وكنائسك وصوامعك ويحرقها ” مظلوم ” ؟
هل الذي يحصر السلاح بيد الدولة فقط ” دكتاتور ” والذي يبيحه ويوزعه بين عوام الناس ليقتل به بعضهم بعضا ” ثوري ” ؟
هل الذي يلطم الروزخونيين على أفواههم ” دكتاتور “والذي يجعلهم يقيئوون اكاذيبهم وأساطيرهم ليل نهار على أسماع الناس ، من دون دليل لا نقلي ولا عقلي ” ثوري ” ؟
هل الذي يبني جيشا قويا تهابه الدول ، ويشيد طرقا وجسورا وجامعات ومدارس ومصانع وموانئ ويحيي اراض زراعية بور وبساتين عامرة في طول البلاد وعرضها لتأمين الأمن الغذائي  والدوائي  وتحقيق  الاكتفاء الصناعي والزراعي والتجاري الذاتي ” دكتاتور ” والذي يجرف البساتين ويحرق الأراضي الزراعية وينهب المصانع ويسرق الأموال المخصصة للبناء والأعمار ” ثوري ” ؟
هل الثوري هو ذاك الذي يسارع بإفراغ  سجون سلفه ليملأها بآخرين ويبني بعد اكتظاظها سجونا، سرية وعلنية ، جديدة ملحقة بسابقاتها  تمارس ذات وسائل التعذيب البشعة بعد إجلاس الشعب على الخازوق وعلى الحديدة ؟ فهل  هذا الصنف من – رعاة البقر – عفوا البشر  ، ثوري مظلوم أم همجي ظالم ؟هل الثوري هو ذاك – اللص – المتخفي والمتشح برداء الشرف والنزاهة والشفافية والتقوى والزهد والورع والعدل والحرية والمساواة – يتمسكن حتى يتمكن – فيما غاية أحلامه هو تأسيس حزب سياسي ينابز به بقية الأحزاب لا أكثر ليأكل جزءا من كعكعة البلاد المنهوبة بالتقاسم غير الشريف مع ” ثوريين” مدعين  آخرين من مكونات أخرى يسلكون ذات الطريق والأحابيل التي سلكها وصولا الى غايتهم المنشودة بمباركة بعض دول الجوار ومعظم دول الإستكبار  …فيما الدكتاتور هو الذي يحظر مثل هذه الفوضى غير الخلاقة ليس حبا بالوطن بالتأكيد وانما طمعا بالحفاظ على كرسيه وتوريث العرش الذي صادره بثورية مماثلة سابقة ذات – زمكان – لا تختلف كثيرا عن ثورية اللاحقين وبمباركة المجاورين والمستكبرين ايضا ؟ !! .
شخصيا لم اعد مقتنعا بالمرة لا بالثوريين ولا بالدكتاتوريين وان كنت أفضل وقد يبدو ذلك غريبا للكثيرين،  الصنف الثاني للوطن العربي من المحيط الى الخليج ..حاليا فنحن لانصلح  بحسب التجارب المعاشة قطعانا بلا راع متجبر واحد ، فبغير ذلك ستسونا ذئاب وضباع وفهود وخنازير برية متجبرة ايضا !!الصورة ليست بحاجة الى توضيح فكل ما يجري في العراق اليوم وبقية  العالم العربي تكفي وزيادة للشرح والتوضيح .أنا الآن اعيد قراءة التأريخ العربي والإسلامي برمته انطلاقا من هذه الزاوية ، كل من قيل عنه بأنه ظالم او دكتاتور عبر التأريخ أنا أعيد قراءة سيرته حاليا  بدءا بالحجاج بن يوسف الثقفي وانتهاء بصدام حسين ولا أزعم بأني سأنتهي بحبهما إطلاقا،  إلا أنني أزعم بأنني سأنتهي بشطب نصف الثوريين والمظلومين من القائمة التأريخية التي صاغها – ظالمون لاحقون – ان لم يكن أكثر مع الدعوة بالرحمة والغفران للمظلومين الحقيقيين وما اكثرهم  ممن لم ولن ينالوا حقوقهم لا من قبل ولا من بعد ” اقولها بكل صراحة ولست مضطرا للمجاملة ولا للف والدوران ..نعم لو كان هناك من يستحق ان تجامل لأجله ولكن بما انه لا يوجد احد ، اذ ان الكل بطناش وفشنك -عن السياسيين والقادة والمظلومين الموهومين والثوريين من طلاب السلطة حصرا اتحدث  – فدعوني اعيد قراءة التأريخ بلا ضوضاء ولا غباء ولا ضياء لا وطني مستورد من دول الجوار تمن به علينا  وزارة الكهرباء الووووطنية !!” في ذات الوقت الذي اعيد فيه قراءة كل من قيل بحقه بأنه ثوري او مظلوم فكري او سياسي بدءا من الحلاج وانتهاء بفلان بن علان …. سأكتشف حتما ومن خلال الواقع الذي نعيشه في العراق اليوم ان المئات من  الثوريين المزعومين هم طلاب سلطة لا أكثر ..لا أكثر وان الدكتاتوريين كل الدكتاتوريين هم عشاقها لا أكثر ..بمعنى انه صراع ازلي بين طلابها – اي السلطة – سيتحولون حتما الى دكتاتوريين فور تسنمهم اياها اشد قساوة ممن سبقهم وبين عشاقها  يريدون التمسك بها وتوريثها الى نهاية المطاف لا أكثر وتبقى العبرة في نهاية الأمر لمن يتولى السلطة فيبني ويؤمن ويعمر وبين من يتولاها فيهدم ويحطم ويسرق ويهرب ويدمر ولا عبرة في ذلك لعمائم ولا لعقل ولا لقبعات ولا لبيريات ولا للحى او شوارب ، من يعمر ويشيع الأمان والأمن الغذائي والدوائي والزراعي والصناعي والتعليمي والعسكري فأهلا به ولو كان ” دكتاتورا” بحسب تعريفات القواميس والموسوعات السياسية التي صاغها ثلة من – المعفنين والانتهازيين والمرضى النفسيين – بالمقابل فأن كل من يسرق وينهب ويهرب ويزور ويخون ويدمر لا أهلا به ولا سهلا ولو كان جيفارا الثائر او باتريس لو مومبا او غاندي او نيلسون مانديلا وتولستوي او … سليمة باشا او سلمان صندوق امين البصرة !! اودعناكم اغاتي