3 أكتوبر، 2024 3:24 ص
Search
Close this search box.

إعادة سيناريو “الوعد الصادق” وتكرار مزحة القصف الصاروخي وما دون الحرب الشاملة فأنها خرط القتاد!؟

إعادة سيناريو “الوعد الصادق” وتكرار مزحة القصف الصاروخي وما دون الحرب الشاملة فأنها خرط القتاد!؟

صباح البغدادي

*يصدق الرأي العام بأن الذي يجري بين إيران وإسرائيل الإن حقيقة وليس مزحة؟ وذلك عندما يشاهد الحقيقة المجردة بأم عينيه من على القنوات الإخبارية، وهي تنقل القصف المتبادل والشامل، بالصواريخ والطائرات والتي تستهدف جميع المنشآت النووية والمصانع العسكرية والمدنية ومحطات الطاقة الكهربائية ومنشآت الطاقة النفطية والمقرات الحكومية وتجمعات معسكرات الحرس الثوري الإيراني، ومثلما فعلت أمريكا قبل الغزو والاحتلالللعراق عام 2003 حينها صرح عدد من المحللين السياسيين والعسكريين أن سيناريو القصف المكثف للعراق ليس هدفه الغزو والاحتلال؟ وإنما لغرض تخويف النظام العراقي للضغط عليه بالقوة العسكرية لتنفيذ القرارات الدولية للتفتيش ترسانته الكيميائية المتبقية التي لم يصرح بها وسوف يتكرر مثل عام 1991 عند تحرير الكويت وتوقفه عند الحدود، ولن يصل إلى احتلال العراق وإسقاط بغداد؟ ولكن عندما حدث العكس صدق الجميع ولكن بعد فوات الأوان!

*الرئيس الأمريكي بايدن ليس لديه الشجاعة الكافية للوقوف بوجه الغول رئيس الوزراء نتنياهو، والذي يريد بأي ثمن متاح تطبيق نظريته التوراتية لشرق أوسط جديد خالي من أي تهديد لوجودها وإذا لم يكن من البحر الى النهر فعل الأقل إخضاعها!.

*الرئيس الإيراني في زيارته الأولى لدولة قطر اليوم، ومنها قد تفتح قنوات اتصال مع أمريكا لغرض أن تكون تفاهمات موسعة وبرعاية قطرية ,ولعدم توسيع الضربات الصاروخية, والذهاب إلى الحرب الشاملة , وهذا ما لا تريده إيران وكذلك ما يسعى له الرئيس الأمريكي بايدن وفريقه الديمقراطي ولا يؤيد ضرب المنشآت النووية الإيرانية, على العكس من صقور الحزب الجمهوري والذين يحثونإسرائيل وبدعم كلي وشامل على الرد على الضربة الصاروخية,وهذا ما يسعى إليه نتنياهو أيضآ ,ولكن لغاية الآن القرار النهائي برد الضربة لم يتخذ لغاية الإن !.

في حديثه إلى الشبكة الإخبارية “فوكس نيوز” قبل خروجه من البيت الأبيض الرئيس دونالد ترامب وجه له سؤال من قبل مقدم البرنامج حول حقيقة قصف قاعدة “عين الأسد” ردآ على مقتل قائد فيلق القدس “قاسم سليماني “أجاب السيد ترامب أن :” إيران اتصلت بنا عن طريق طرف وسيط وقبل شن ضربات في العراق ردًا على مقتل سليماني لإعلامنا بأن الجنود الأمريكان لن يتعرضوا للضرب وأنهم سوف يخطئون أهدافهم عمدًا وقد أبلغناهم باحترامنا إبلاغنا قبل القصف ولأنهم كانوا يحتاجون الى رد أمام مواطنيهم وقد وافقنا على ذلك وكان هذا احتراما متبادل فيما بيننا “وقد كررها كذلك في خطابه الى جمهوره قبل أشهر بصيغة أكثر تفصيل ووضوح . (1)

وقد تكرر نفس السيناريو كذلك، ولكن بصيغة أخرى على إسرائيل، وسُميت العمليَّة “الوعدُ الصَّادق” حيث شنت هجمات عسكريَّة جويَّة بطائرات مُسيَّرة وعددٍ من الصَّواريخ البالستيَّة من قبل الحرس الثوري الإيراني، في ليل 13 أبريل واستمرت حتى فجر 14 أبريل 2024 على إسرائيل. وكانت هذه الحملة الهجوميَّة ردَّ فعل على الغارة الجوية الإسرائيلية على القًنصليَّة الإيرانية في دمشق في 1 أبريل 2024 التي قتل فيها 16 شخصًا منهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس، وهذا كان أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل منذ بداية حرب الوكالة الإيرانية الإسرائيلية ؟ في حينها تناقلت وسائل الإعلام والمتحدث العسكري الإسرائيلي بعد انتهاء الهجوم :” أن إيران أَطْلَقَت أكثر من 300 صاروخ، منها نحو 170 طائرة مُسيَّرة وأكثر من 120 صاروخ باليستي، وادَّعت أن الغالبية العظمى من الصواريخ قد تم تدميرها في الجو وبعضها سقط في أراض مفتوحة والآخر لم ينفجر وتم التعامل معها من قبل وحدات الهندسة العسكرية وقد أصيب بعد انتهاء هذا الهجوم 31 شخصًا بإصابات طفيفة عرضية أثناء هروبهم لغرض الاختباء في الملاجئ”. وفي اليوم التالي قال مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة إن: “الهجمات يمكن اعتبارها قد انتهت”!!. ولم ينتهي الأسبوع الأولى بعد الضربات الصاروخية حتى انكشفت الخدعة؟ حيث تناقلت معظم وسائل الإعلام وفق تسريبات من مسؤولين سياسيين وعسكريين، وضجت البرامج الحوارية في الشبكات الإخبارية بأن هذا الهجوم كان بالتنسيق كذلك مع أمريكا وبصورة غير مباشرة وعن طريق طرف ثالث مما أدى بالمجتمع والراي العام على التندر واطلاق النكات والسخرية من مسرحية القصف هذه وتكرر هذا الاستهجان ولكن بصورة موسعة واكثر شمولية بعد الضربة الصاروخية؟.

واليوم 1 أكتوبر 2024 مساء الثلاثاء وقبيل الساعة الحادية عشر أطلق الحرس الثوري الإيراني حوالي 400 صاروخ تم أسقاطمعظمها من خلال الدفاعات وبعضها انفجر في مساحات مفتوحةوقد رد بايدن على هذا الهجوم بأن :”الهجوم قد فشل ولم يحقق آيةمن أهدافه”.

 الغريب والذي يثير التساؤلات بان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “دانيال هاغاري” قد تحدث إلى المجتمع الإسرائيلي قبل الهجوم الصاروخي أربعة مرات وهو حدث استغرب منه الرأي العام والسبب لأنه في أشد الهجمات ضد حزب الله وحركة حماس لم يفعلها سابقا وكأنه يهيئ الراي العام الإسرائيلي بان هناك هجوم إيراني بالصواريخ سيكون هذه الليلة لذا استعدوا الى الملاجئ وأخذ الحيطة والحذر وأتباع التعليمات.

واكد بدوره أن دفاعاتهم الجوية كانت فعالة في التصدي لـ180 صاروخاً باليستية أطلقتها إيران، وليس صحيحاً أن عدد الصواريخ 400 أو 500 وشاركت الولايات المتحدة أيضا في الدفاع عن إسرائيل، سواء من خلال اكتشاف التهديد الإيراني مبكراً، أو اعتراض بعض الصواريخ الإيرانية مساء الثلاثاء ولكن هناك من وسائل الإعلام ذكر أن الصواريخ عددها 200 علما أن الولايات المتحدة كانت لديها معلومات استخباراتية استباقية دقيقة تفيد بأن إيران تنوي شن هجوم صاروخي ضد إسرائيل في الإطار الزمني القريب لهذا اليوم.

ليس المهم كم عدد الصواريخ , ولكن المهم ما هي النتيجة في ميزان الحسابات العسكرية الاستراتيجية وقوة الردع !! لان إسرائيل تقصف بصاروخ واحد تحصد العشرات والمئات من الضحايا والجرحى ! وفي المقابل إيران تقصف بعشرات ومئات الصواريخ دفعة واحدة , وخلال اقل من نصف ساعة تحصد ضحية واحدة من جراء حطام صاروخ إيراني إلى مقتل شاب فلسطيني من مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أظهر فيديو تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي!! إذا أين هي قوة الردع الاستراتيجية التي يتباها ويتغنى بها محور المقاومة والممانعة!

واذا اردنا ان نقيم هذه الضربة الصاروخية في مقياس الربح والخسارة وحسب تصريح قيادات الحرس الثوري وما تناقلته وكالة تسنيم الدولية للأنباء شبه الرسمية بأنها كانت ردا على اغتيال “إسماعيل هنية” و “حسن نصر الله” وعباس واذا تم استهدافنا سوف نعيد الكرة باستهداف أكثر تدميرا, وهكذا دواليك في حلبة الصراع لحين وقوع احدهم بالضربة القاضية. 

في سياقات الحرب والفعل ورد الفعل , يكون الهدف المراد تدميره بمثل الهدف المدمر أو أكثر أهمية أي أن اغتيال مسؤول يقابله اغتيال مسؤول بنفس الدرجة من الأهمية وأن يكون الرد بالمثل وليس اقل منه ,وذلك حفاظا على هيبة الدولة وسمعتها ,على الأقل بين مواطنيها, ناهيك عن سمعتها أمام الدول الأخرى من حيث جديتها وإصرارها على الذي يعتدي علينا سوف نعتدي عليه بمثل ما اعتدى علينا به وأكثر.

ولكن ما شاهدنا على شاشات التلفزة بنقل مباشر, تبين أن جميع الصواريخ تم أسقاطها ,والتي لم يتم أسقاطها فقد سقط في مساحات مفتوحة وفي مواقع لا قيمة لها , وإن كانت هذه الضربات الصاروخية فقد دلت على شيء فإنما تدل وتترجم على حالة العجز السياسي والعسكرية في قوة الردع وصلوا وكل هذا يأتي لرفع الحرج ليس إلا أمام أنظار الحاضنة الشعبية الشيعية ليس إلا !؟.

وأخيرآ وليس أخرآ ما أحزنني في كل هذا , وقد تأثر معظم الرأي العام العربي ,أن لم نقل جميعهم , مشهد الفتى الفلسطيني ” سامح خضر حسن العسلي” من مدينة رام الله , وانا أشاهدالفيديو(2) الذي انتشر على منصات مواقع التواصل الاجتماعي , وهو واقف بجانب عمود الإنارة على الشارع , وبعدما تقدم ثلاث خطوات سقط عليه بقايا صاروخ إيراني قد تم اعتراضه من قبل منظومة الدفاع الإسرائيلي وتوفى على اثرها فورا , ولو بقي في مكانه ولم يخطو هذه الخطوات الى الموت, لكان الإن على قيد  الحياة , ولكن حكمة الله عز وجل وان الله وانا اليه راجعون والهم أهله الصبر والسلوان وان شاء الله في جنات الخلد ! دفع ثمن حياته لصاروخ غبي عبثي  لا يغني ولا يسمن من جوع !!.

اليوم وغدآ سوف نرى ومعنا الرأي العام هل فعلآ هناك حرب حقيقية شاملة؟! أم أنها مجرد مزحة يدفع ثمنها المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة!؟.

[email protected]

 

https://www.youtube.com/watch?v=Vv51ovfFIlU(1)

 (2)https://www.youtube.com/watch?v=GHRvzGuIPwM

أحدث المقالات

أحدث المقالات