22 ديسمبر، 2024 4:25 ص

إعادة البناء ما بين التشكيلات الحية والتشكيلات المكبوتة.

إعادة البناء ما بين التشكيلات الحية والتشكيلات المكبوتة.

لا تنحو العديد من النصوص الشعرية الى إستخدام الرمز وإن أستخدم فأن إستخدامه يتم بالصيغ الشكلية التي تؤكد على دلالته وشيوع مفهومه ونرى أن المهم حين إستخدام الرمز كيفية إعادته ضمن أنساقه وكيف يعطي غرضا مغايرا لدلالته وفق تصور حداثوي ينسجم مع مضمون النص ولاشك بأن العقل الباطن تكون إستجابته سريعة ومعمقة بأفكار ورؤى وتفاصيل حين ينجح الشاعر بإيقاد العلاقة مابين الرمز وأشكال الوقائع السالفة والتي إختزنها العقل الباطن وهيأت الذاكرة مدخلاً لإقامة شكل من العلاقات الوهمية بين الرمز المختار والمتناسب من مؤثراته أي أن الباطن يؤسس أنظمته وبنيويته بطريقة قد تكون من حيث المسمى شبيهة بتلك التي يقوم بها الوعي وهنا ولربما تكمن الغرابة في قدرة اللاوعي على تنظيم مالدية من

الموجودات الإثرائية لبناء وإعادة البناء بين التشكيلات الحية والتشكيلات المكبوتة ، وعلى صورة أدق نقول أن هناك بنية عقلية في اللاوعي ولسنا هنا بصدد إجراء مقارنة حول أسباب رفض سارتر لمفاهيم ليفي شتراوس التي تنسجم مع الإعتقاد بوجود تلك الأبنية والعلاقات بقدر ما نشير الى أن الأفكار إن كانت ضمن العقل الباطن أو ضمن مفهوم الإدراك العام فأنهما يعملان بأتجاهات متعددة، أي أن الفكرة هي موجودة أصلا ضمن تلك الوحدات المُرتبة ولها قاعدتها البنيوية لكن الفصل بينهما أو أوجه الإختلاف هو كيفية التعامل مع الخزين المعرفي وكيفية تشكيل قوامه الجمالي ومتى يمكن الإفادة منه كوجه من أوجه النشاط السردي وبالتأكيد فأن الشعر يتجاوز الظواهر في بعديها الزماني والمكاني وكل ذلك التنظيم الذي ذكرناه لايكون بديلا إطلاقيا عن حصانة الشاعر والمتلقي في ثقافته ولغته ونشاطه التخيلي ،ولعل إدراك الواقع يمكن التعبيرعنه بأنه الإدراك الجزئي للعالم والإدراك لما بعد الواقع يمكن التعبير عنه بأنه الإدراك الكلي ويدخل ضمن هذا المفهوم النشاط التخيلي والتأمل المنظم والتفكير العميق والى جانب ذلك تعمل المنظومات التحسسية كالعاطفة والإنفعال دورا مهما في ترسيم حدود السلوك الإنساني فمنها من يوصف

بالمسيطر عليه ومنها غير المسيطر عليه وبأعتقادنا أن غير المسيطر عليه هو المركز الدلالي للعملية الإبداعية إن كان قد نظر اليها كونها شكلا من أشكال السحر أو الهلوسة أو الرغبات المنفلتة ولابد أن يقودنا ذلك الى معرفة مدى قدرة الرمز على التجديد بما يعطينا من الإغراءات واللواحق المبهمة ، وفي صلب ذلك نرى أن الرموز تتبع بعضها البعض وتتداخل ببعضها البعض وتشير لبعضها البعض رغم أنها تفترق عند إستخدامها منفردة في المضمون وحسب ماتقدمه من وظيفة لكن الأهم كيفية الإفادة من هذه الحُزم وتقديمها بدلالة جديدة ضمن مستجدات العقل البشري كونه يتقبل الرمز تقبله للخرافة لكنهما يشكلان قدر اًمن الإفتراق في تقدير الوعي لهما وتماسهما ضمن النتاج الشعري الذي ينحو نحو الغرائبية وتكريس المجهول ،

[email protected]