بعد ان إنتهينا من موضوع بلد الإحتياط الثاني للنفط في العالم وتحويل عائداته في المستقبل الى إيفاء للديون المتراكمة على العراق حتى عام ( ٢٠٢٠ ) بمعنى ٱخر وعلى وفق التقديرات الموثقة من رجال أعمال وإقتصاديين عراقيين ودوليين يجب على العراق أن يبحث عن موارد أخرى غير النفط .. ولكي لا نذهب بعيدا ونذكر باننا من أغنى دول العالم في الموارد غير النفطية كالفوسفات والكبريت والغاز والزراعة والسياحة الدينية والصناعة والموارد البشرية ثم الموارد المستغلة بشكل غير صحيح وهي المنافذ الحدودية .. فالعراق لديه حدود مع السعودية والكويت وإيران وتركيا وسوريا والأردن جميعها تسيطر على منافذها الفوضى الإدارية والفساد الكبير وسيطرة وهيمنة الأحزاب والكتل السياسية المتنفذة على هذه المنافذ .. والحكومة العراقية لم تضع حتى الٱن خططا ناجحة ومدروسة للإستفادة من المنافذ الحدودية وإستثمارها .. فعلى سبيل المثال تنفرد محافظة الانبار بمجاورتها لثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية وتوقفت جميع منافذها الحدودية بإستثناء منفذ عرعر في السعودية والذي يفتح في موسم الحج فقط أما المنافذ الثلاثة الأخرى وهي القائم والوليد مع سوريا فما زالا تحت تأثير العمليات العسكرية بين القوات العراقية وقوات الإحتلال الداعشي.. يبقى لدينا في هذه المحافظة منفذ طريبيل الاستراتيجي الذي يربط العراق مع الأردن ثم ميناء العقبة وحتى البحر الأبيض المتوسط والذي تم تحريره قبل أشهر عدة .. منفذ طريبيل يختصر المسافة الهائلة للبضائع والسلع التي يستوردها العراق من أغلب دول العالم فعلى سبيل المثال إذا إستورد العراق بضاعة من أميركا الشمالية أو الجنوبية أو أوروبا او أفريقيا فبواخر التحميل تحط رحالها في ميناء العقبة ثم تفرغ البضاعة وتدخل العراق عن طريق طريبيل أما في حال إغلاق المنفذ كما هو الحال الٱن فتقطع نفس تلك البواخر مسافة هائلة للوصول الى منافذ البصرة في جنوب العراق فعليها المرور بقناة السويس والبحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب وخليج عمان ومضيق هرمز والخليج العربي ودفع رسوم طائلة ؟ المنفذ في الوقت الماضي تسبب في إلحاق خسائر كبيرة جدا في الإقتصاد العراقي وإرتفاع جميع أسعار البضائع المستوردة والتقليل من جودتها والتأثير أيضا على إقتصاد المحافظة وتحويل ٱلاف الأيدي العاملة الى عاطلة .. طريبيل الٱن مؤمن بالكامل والطريق بينه وبين بغداد تحرر من قوات الإحتلال الداعشي ومطوق بقواتنا المسلحة على جانبي الطريق
ويفتح الأردن معبره الحدودي الرئيسي مع العراق للمرة الأولى منذ العام 2015 بعدما استعادت القوات العراقية السيطرة على الطريق السريع الرئيسي إلى بغداد من تنظيم داعش… وقال مسؤولون إن الجمارك وترتيبات الحدود استكملت واتخذت إجراءات أمنية لتأمين الطريق السريع من المعبر إلى بغداد والذي يمتد لمسافة 550 كيلومترا .. وإعادة الحياة الى منفذ طريبيل كي يستفيد منه العراقيون أولا ومن ثم التأثير الايجابي على اقتصاد السوق والاستفادة من نسب العائدات المقرة في الدستور وبناء ما دمرته يد الفتنة والتخريب .. العراق اليوم بحاجة كبيرة خلال عدة عقود من الأموال خارج الميزانية وهو حق قانوني إذا ما علمنا أن سنة واحدة جلبت أرباحا ورسوم من منفذ طريبيل قدرت بأكثر من ملياري دولار فضلا عن التأثير الكبير على مجمل حركة التبادل التجاري في العراق والحد من إغراق الأسواق العراقية ببضائع رديئة لدول مجاورة ..
لله ……………………………. الآمر