أثناء الحرب العراقية الإيرانية، حين كانت ماكينة الحرب تطحن شباباً بعمر الورد، لتنتج آلاف الأيتام والأرامل، تفنن صدام ورفاق البعث “المتخصصين في هذا المجال”بوسائلهم المختلفة”، لخلق أجواء النجاح والنصر والتقدم، وإقامة حملات الدعم، وتحشيد الرأي العام العراقي الملتهب ضد ما يجري، بأناشيد وقصائد حماسية، تحاول امتصاص الغضب، والمأساة على ارض الواقع، وتصور الهزيمة انتصار، وتنشد للشعب المغلوب على أمره ” يا كاع ترابك كافوري “.
يتكرر مشهد التضليل، في ظل الإخفاق السياسي والاقتصادي والعمراني والأمني، مضافٌ لها فساد وخدمات متراجعة، لحكومة لا يختلف اثنان على فشلها.
حكومة يحاول قائدها لملمة ما يمكن، وإنقاذ ماء وجهه بعد 8 سنوات، فيواصل الاستعانة “بزبانية البعث السابق”، لتزداد سياسة التضليل التي يتقنها “الرفاق” وحدهم، لخبرتهم المتراكمة في ذلك.
ليكونوا له مخرجاً من أزمة الإخفاقات، ويكون لهم سنداً وداعم، بقرارات الاستثناء فحول “رفاق الأمس” الى “إسلامي اليوم”! يقودوا مفاصل الدولة وقيادات جيشها! فيما أخذ المنتفعين بتصوير العراق بلا “بعثيين”، لا يمكن الحفاظ على سلطته!.
أعُيد شريط التضليل مرتً أخرى، وبدأت منهجيتهم، لإنقاذ ما تبقى من أمل الاستمرار في ولاية ثالثة! تفقيس المشاكل، وتضليل الرأي العام، وصناعة أعداء، وخلق تحديات وهمية، وتجيش الشعب والتلفاز، وجعل الجميع في تلاحم مع البندقية والبارود، وكأن القدر بأن نحيا ونموت على صوت الرصاص.
التحالف مع أعداء الأمس، وانتهاج سياستهم الفاشلة، انهيار لا مفر منه، ولا يفهم منه إلا ضُعف في الرؤية المستقبلية، لان الاعتماد على قادة مشروع فاشل “يؤمنون ببعثهم”، إسقاط لمشروع الدولة الجديد.
البعث وحثالاته “المستثنون من الاجتثاث”، بوجودهم داخل الدولة، هو بداية تأسيس دولة دكتاتورية بوليسية، بصبغه ديمقراطية، تُصادر الرأي بمنطق القوة والقتل والترهيب، وتجعل الصندوق الانتخابي وسيلة لكسب أصوات الخائفين والمتخاذلين، ومنطقة محظورة على الوطنيين.
أن اللعب والرهان على البعث، رهانٌ فاشل وانتحار سياسي، ومن أقدم عليه ممن سبقوا، كانت نهايته قتل ُ وجرُ في الشوارع، فـ”الرفاق” محترفو خداع وتضليل، يتحينون الفرص، ويتربصون الفلتات، فلا يمكن لذو عقلٍ لبيب أن يأتمنهم، ولا يقبل شريف بأن يكون ثمن وصوله للسلطة، بيع دماء المظلومين.
فلا مكان للبعثيين بيننا، ولا رجعه لتضليلهم، ولن نسمح لأناشيدهم “يا كاع ترابك كافوري” وها خوتي النشامه” تضرب أسماعنا مع دوران ماكينة حرب جديدة.