23 ديسمبر، 2024 5:01 م

إطلاعات إيرانية داخل العراق

إطلاعات إيرانية داخل العراق

دهشة كبيرة صرتُ وسطها أنا وبعض من الزملاء الصحفيين من محافظات عراقية مختلفة، عندما اجتمعَ بنا قبل خمس سنوات في طهران شخص يقولُ أنّه من أهالي العمارة العراقية، ولكنّ ولاءه الحقيقي لإيران كما بدا لي من حديثه، حيث حاول في اجتماعنا تبييض وجه راعيته ووليّة نعمته (إيران)، وعرفت لحظتها أن الغرض الأول من مثل هذه الزيارات التي تنظمها السفارة الإيرانية في العراق عبر استقطاب شخصيات صحفية وإعلامية وأطباء وباحثين ومحللين سياسيين ناهيك عن شيوخ عشائر، بأن يتم رسم صورة مغايرة للواقع في إيران وأنّها حليف حقيقي للعراق.

ولكن لا.. ما أثبته هذا الاجتماع لي كان مغايراً جداً.. إيران تريد باستقطاب هذه الشخصيات إلى عمل دعائي وغسل دماغ يُمارس بصورة غير مباشرة على الوافدين إليها، ليعودوا إلى بلدهم وهم يحملون صورة إيجابية عنها.. ناهيك عمّن يطوّع من الوافدين ليكون ذيلاً لها ينفّذ أجندتها الخاصة في العراق.

ورغم محاولة هذا الشخص الذي يخرج اليوم على الفضائيات العراقية بوصفه محللاً سياسياً وهمّه على العراق في إبعاد صفة ولائه المطلق لإيران إلا أنّه خلال مثل هذه الجلسات التي تحدّثت عنها يظهرها بقوّة ويدافع عن إيران وملاليها، خصوصاً وأنه يتمتّع بامتيازات كبيرة داخل إيران إلى الحدّ الذي كان يخدمه فيه ويطيعه أشخاص إيرانيون وكأنّه نسخة ثانية (مقدّسة) من الخامنئي.. وفيما بعد وبعد جمع معلومات عرفت أن الرجل قريب جداً من (عصائب أهل الحق) المنضوية في الحشد الشعبي العراقي، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن هذه (العصائب) وبعض الكتائب الحشدية تتبع إيران تمويلاً وآيدلوجية.. أو هي أشبه بحرس ثوري إيراني داخل العراق.

مثل هذه الشخصيات التي باعت ضميرها بحفنة ريالات وعشيقات، هم كُثر ويتوغّلون في العراق منذ 2003 وإلى الآن، كما أن هنالك اطلاعات (مخابرات) إيرانية تعمل في المحافظات العراقية تحت مسمّيات مختلفة، بعضها مراكز ثقافية وأخرى خيرية (دعماً للعوائل الفقيرة)، ولكنّها في نفس الوقت تمارس الدور الاستخباري في البلاد، ناهيك عن شراء أراضٍ عراقية بأسماء عراقيين ولكنّها مستقبلاً ستكون تابعة لإيران التي استوطنت العراق كما فعل الإسرائيليون في فلسطين، كما أن هنالك أملاكاً قديمة تابعة لعائلات إيرانية منذ الخمسينيات أو ما قبلها فهي تنضم إلى قائمة الأراضي والعقارات العراقية التي استحوذت عليها إيران.. التي تلعب الآن دوراً كبيراً في القضاء على الاحتجاجات العراقية المطالبة بتغيير الشخصيات الحاكمة التابعين لإيران طبعاً.