23 ديسمبر، 2024 12:08 ص

إطعموا أنفسكم يا عرب!!

إطعموا أنفسكم يا عرب!!

التحدي الأعظم الذي سيواجه أو يواجه العرب هو عدم قدرتهم على إطعام أنفسهم , والذي لا يُطعم نفسه يفقد سيادته وحريته وكرامته ولا يمكنه أن يعيش عزيزا , ولهذا فأن عليهم أن يدركوا جسامة التحدي وينهضوا بوعي وعزم نحو إقامة المشاريع الكفيلة بتوفير الطعام.
إطعموا أنفسكم يا عرب , نداء يجب أن يتردد في جميع المنابر , وتدركه العمائم واللحى وتنادي به بدلا من أحاديث وخطابات الضلال والبهتان المتفاقمة , التي تعطل العقول وتكسّر السواعد , أو تحفزها على سفك الدماء وتنمية الجياع وتدمير الزرع والضرع والشجر.
والإطعام العربي يكون بإحترام الزرع والعناية بالشجر , وتأتي النخلة في مقدمة الأشجار المباركة التي تمنع الجوع وتوفر الطعام الضروري للبشر وللماشية التي تطعم البشر.
وهذا يتطلب القيام بحملات متواصلة لزراعة النخيل , وأن يُرفع شعار في كل بيت نخلة , وفي كل الشوارع يجب أن ينتشر النخيل , فالنخلة شجرة نظيفة معطاء يمكن الإستثمار في كل ما تعطيه من ثمر وجريد وسعف.
والإطعام العربي يتطلب الإهتمام بكل بقعة تراب وزراعتها بما يمكن أكله , كما يحصل في اليابان والصين التي لا يعنيها زراعة الثيل بقدر ما تزرع الرز والشاي الأخضر والخضراوات , فلا تجد فيها مساحة مهما كانت صغيرة إلا وتم زراعتها بما يؤكل , حتى السنادين داخل الشقق والبيوت يزرعون فيها ما يأكلونه ومن النادر أن تجد غير ذلك كنباتات الزينة.
والإطعام العربي يستوجب وعيا زراعيا وإهتماما باللون الأخضر , الذي يعني العمل الجاد للقيام بحملات تشجير وعناية فائقة بالشجر , فاللون الأخضر يحفز العزائم ويمنح الحياة طعما ومعنى , وينتقل بالروح الإنسانية إلى آفاق الإبداع والعطاء الأصيل.
كما أن الصناعات الغذائية لها دورها في الإطعام , ولا بد للعرب ان يبدعوا بتصنيع منتوجات النخيل , وينتقلوا من مراحل تعليب التمر إلى التصنيع الغذائي من التمر , مثلما يحصل في اليابان والصين حيث تطورت الصناعات الغذائية من الرز , حتى لتجد في الأسواق أطعمة متنوعة لا تحصى من الرز , إبتداء من الكيك إلى الخبز وغير ذلك من المنتوجات الغذائية المصنعة , وحتى المشروبات يتم تصنيعها من الرز , بينما العرب لا يعرفون سوى تعليب التمور وإستخراج الدبس منها وبطرق بدائية.
ويبقى الإطعام العربي معضلة كبيرة تحتاج لهبة شعبية مجتمعية يدرك فيها المواطن مسؤولية إطعام نفسه وعائلته , وعليه أن يمتلك ثقافة إنتاج الطعام , لا أن يمضي في دروب الإعتماد على الغير لتوفير الطعام له ولعائلته , وعلى العرب ان يتكاملوا غذائيا , أي أن يطعم بعضهم بعضا لا أن يستوردوا من الآخرين طعامهم , فلا يُعقل أن يستورد العرب الرز والحنطة وباقي الأطعمة من الصين!!
فهل سيدرك العرب جسامة التحدي وأخطار الجوع التي قد تداهمهم ذات يوم؟!!