هذا ما يردده القادة الكرد يومياً، انغماس الساسة الشيعة والسنة في المشاكل السياسية فيما بينهم مع ما يعانوه من مشاكل الامنية، هي قوة لنا!، لأنهم سينشغلون فيما بينهم من جانب، ومع الارهاب من جانب آخر، فتكون الساحة السياسية خاليةً أمامنا، فيعزز حريتنا في الحركة، لتطبيق مشاريعنا حسب ما نرسمه، فنعمل على إنتقاء المناطق الجيدة والاراضي الخصبة، ذات الموارد الدسمة، كالنفط والزراعة وغيرها من مصادر العيش التي يمكن الإعتماد عليها إقتصادياً، لضمان مستقبل الدولة الكردية.
الساسة الشيعة لا يمكنهم التفريط في الحكم إطلاقاً، وكانت هناك شواهد في الدورتين الانتخابيتين السابقتين، وكيف تعاملوا معها، وهذا يحتم عليهم ارضاء كلا الطرفين من السنة والكرد، مع الحفاظ على مكتسباتهم، والحفاظ على وحدة العراق، المهددة من قبل الأكراد لمحاولاتهم الإنفصال عن الدولة الأم، كما يعتبر الإقليم السني الذي يطالب به بعض الساسة السنة، هو مصدر قلق آخر للحكومة العراقية!، بإعتبار توقيتاته غير مناسبة، لأنه سيقوم في الوقت الحالي على اساس الطائفية والعنصرية، وهذا ما يخشاه الكل، هذه المشاكل تضعف الحكومة الإتحادية القائمة في بغداد، وبالنتيجة تقوي من حكومة الإقليم، لأن القرارات السياسية ستكون ضعيفة بإتجاه الكرد، اما الكرد سيأخذون ما يريدون، لمجرد تمرير او إيقاف بعض القوانين التي يشرعها البرلمان.
السنة من جانبهم إهتموا اهتماماً بالغاً في قضية الإقليم السني، وإفتعال بالمشاكل مع الحكومة المركزية، ومعادات الشيعة مع كل مايقدمة الشيعة من دماء، لأجل استعادة الاراضي التي سيط عليها داعش وطرده منها، بالإضافة الى آلاف الاطنان من المواد الغذائية وغيرها التي يقدمونها للنازحين، تاركين خلفهم أهم قضية تتعلق بمصيرهم ومصير مشروعهم القادم، وهي قضية كركوك! متناسين إنها ستكون مصدرهم الأساسي، لإقتصاد إقليمهم القادم، وهذا ما يجعل الأكراد على راحتهم في اختيار ما يشاؤون من المناطق الدسمة (المناطق المتنازع عليها) فالكرد ينتقون المناطق النفطية والمناطق الزراعية الخصبة، والتي ستكون من المصادر الإقتصادية المهمة بعيداً عن النفط.
فالكل يشاهد الساسة السنة، وللأسف الشديد يتركون مناطقهم تسلب من قبل الإقليم، ويشغلون أنفسهم مع الحكومة المركزية في مشاكل ليست بالعصيبة، مشاكل يمكن حلها لاحقاً، فهم تاركين الأهم ويشغلون انفسهم بالمهم، وهذا ما يجعل الإقليم يرسم ويخطط لمشاريع قادمة يمكن خلالها تتم السيطرة على كركوك بالكامل بالإضافة الى المناطق المتنازع عليها.
ممثلين السنة داخل مجلس محافظة كركوك، لا حول ولا قوة لهم في اي قرار يتخذه المحافظ، او مجلس المحافظة، وهذه هي تصريحات اغلب الساسة السنة، فلو كان الشيعة بدل الكرد في كركوك، لقامت الدنيا ولم تقعد، لكانت هناك المؤتمرات والمؤامرات داخل وخارج العراق، تصرخ بأعلى اصواتها بالمظلومية من قبل بعض سياسييهم، الذين باعوا انفسهم لمخابرات دول الجوار، ولرأيت الإعلام العربي بكل ما أوتيه من قوة يندد ويستنكر، ولشاهدت المسؤولين الأمريكان والأوربيين يتوافدون على بغداد، الغريب في الأمر هناك صمت مطبق حيال قضية كركوك!، هذا إنما يدل على الدعم الخفي من قبل الدول الغربية والدول العربية للقضية الكردية، ليس لأنهم على حق؟ لا لكن لأجل تفتيت الدولة العراقية وإضعافها، وقطع المنافذ الشمالية للدولة العراقية مع الدول الأوربية، كما إن الإقليم السني سيسهم في السيطرة على المنافذ الشرقية ايضاً وغلق الطريق بإتجاه البحر المتوسط، هذا اذا بقي الشيعة يحكمون العراق، مل تقدير في الوقت الحالي بالدولة الكردية ، على اقل تقدير في الوقت الحالي.
لكن السؤال يبقى؟ هل ادرك الساسة الشيعة والسنة ابعاد هذه القضية؟ ليتوحدوا ويتركوا الخلافات الى أجلٍ مسمى، للحد من التوسع الكردي؟ هل ادرك الشارع العراقي تلك المؤامرات؟ هل سيبقى السنة هم الضحية، في سبيل تنفيذ مخططات ومؤامرات الدول الغربية وإسرائيل؟ ماهو موقف تركيا وإيران من قيام الدولة الكردية؟ هل سيضمن الأكراد للدولتين بأنهم لن يدعموا المعارضة الكردية فيهما داخل الاراضي الكردستانية؟ مقابل السماح لهم بقيام الدولة الكردية؟ هل هناك صحوة عراقية عربية ضد الموطن الجديد لليهود؟، هذا ما ستكشفه الايام البعيدة القادمة.