تماشيًا واستجابة لقرار لجنة المتابعة، لبت جماهير شعبنا النداء، وعم الإضراب مجتمعنا العربي، وكان اضرابًا شاملًا وواسعًا وناجحًا بكل المقاييس، وغير مسبوق من ناحية حجم المشاركة الكبيرة من جميع القطاعات والفئات الشعبية والشرائح الاجتماعية والشبابية.
وهذا الإضراب يشبه إلى حد ما إضراب يوم الأرض الأول العام 1976، حين هبت جماهيرنا دفاعًا عن الأرض والمسكن، وضد سياسة السلب والمصادرة والتهويد وهدم البيوت العربية.
لقد تجسدت في إضراب الأمس، اللحمة الوطنية والوحدة الشعبية والميدانية بأبهى صورها وأشكالها، وجاء لتعزيز الهوية والانتماء لدى الأجيال الصاعدة، وإيصال رسالة واضحة للمؤسسة الصهيونية الحاكمة التي تمارس ضدنا سياسة عنصرية واضطهادية وقهرية قائمة على التمييز، بأن شعبنا شب على الطوق، وأننا لسنا ولن نكون يومًا رعايا ومن الدرجة الثانية والثالثة، بل شعب له كامل الحق بالحياة والوجود والتطور في وطنه، ويكافح من أجل حقوقه اليومية والمطلبية، ولأجل السلام والمساواة، وأننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ونقف بكل صلابة ضد الحرب والعدوان العسكري على قطاع غزة واستهداف المدنيين العزل، والأقصى خط أحمر، والقدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.
ومن نافلة القول، أن جماهيرنا العربية الفلسطينية بإضرابها وأعمال الاحتجاج التي سبقته ورافقته، فرضت معادلة جديدة على المؤسسة الحاكمة في علاقتها وتوجهها وسياستها في التعامل القادم مع شعبنا ومجتمعنا العربي.
لقد حاولوا تقسيم الجغرافيا فالتحمت الديمغرافية الفلسطينية بوجه الاحتلال وضد العدوان الذي أثبت فشله ولم يحقق أي هدف من أهدافه، بضرب وتصفية المقاومة الفلسطينية.