22 ديسمبر، 2024 2:52 م

إضاءات من قصة موسى مع فرعون.. في القران الكريم

إضاءات من قصة موسى مع فرعون.. في القران الكريم

انها قصة تتكرر في كل زمان ومكان، حيث تمثل الصراع الدائم بين الحق والباطل. ويبدأ سرد القصة بقوله تعالى:(ان فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين)القصص:4 وهكذا تبرز في السياق، سمة العلو، والاستكبار في الارض بغير الحق، ومن ثم استضعاف الناس، كسلوك فاضح، يؤدي إلى استشراء الفساد في أي مجتمع . وها هي الارض اليوم، تعج بالفساد والطغيان، حتى اصبحت مسرحاً مأساويا، يسودها الاستغلال،والظلم، والقتل، والطغيان، يفقد فيها الناس، نعمة الامان والسكينة.

وقد بلغ الفساد، والظلم، والطغيان، اليوم ، حدا مقرفا، من استحلال لاموال الشعوب، ونهب ثرواتها، في سلوك الفساد شريعة الغاب، بتكالب المفسدين على المناصب، والجاه، والسلطان، في كل مكان ، دون النظر الى حلال، أو حرام، بعد أن فقد جل الناس اليوم، مخافة الله، فنسوا الله، واليوم الاخر، ونسوا يوم الحساب.

وهكذا حل بالناس، ماحل من النكال، والعذاب، وما علموا أن الله قد أهلك من قبلهم، من هم أشد منهم قوة، واكثر جمعا، من امثال فرعون، وقارون، بعد أن نسوا بطش رب العالمين:(ان بطش ربك لشديد)، وتناسوا غضب الله وعقابه .

فحينما تعجز القدرة البشرية عن درء الظلم، والفساد في الأرض، فعندئذ تتدخل القدرة الالهية، لا محالة، لحسم الأمر، فينزل غضب الله على الظالمين:(اذهب الى فرعون انه طغى).(وجاوزنا ببني اسرائيل الالبحرفاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت أنه لااله الاالذي امنت به بنواسرائيل وأنا من المسلمين*الئن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين*فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون)يونس:92-91-90. وهكذا هي نهاية الظالمين، والمفسدين، في كل زمان ومكان (…وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)الشعراء:226.