23 ديسمبر، 2024 11:25 ص

الأمل زهرة تتفتح على أغصان الوجود اليانعة المورقة المترنمة بأبجديات الحياة , والمتساقية من قطرات الندى المترشحة من أفياض الرؤى.
ولكي تكتب عليك أن تصنع أملا , وتسقي الأذهان بجوهر الأفكار الحاثة على ما هو أجمل , لأن الحياة ترقى بالأمل , وتتواصل بالتفاؤل والإصرار على أن الغد أفضل.
وزبدة المعتقدات والرسالات السماوية والإصلاحية تنطلق من الأمل , والتفاؤل بالوصول إلى ما هو أحسن , ولهذا تتحدث معظمها عن الحياة الجنائنية بعد مغادرة الدنيا , وتدعو إلى العمل الصالح للوصول إلى ذلك الهدف المنشود.
فالكتابة مساهمة في بناء عمارة الأمل النفسية والسلوكية , لكي تستقيم مسيرة الحياة , ويتحقق الإستقرار التفاعلي النسبي المطلوب , وبهذا يتمكن النوع من الحفاظ على ديموته , وتحقيق بقاءه فوق التراب , بآليات ذات قيمة إنسانية نبيلة سامية رحيمة التطلعات.
أما الأقلام التي تكتب بمداد الدموع والدماء فهي تناهض الحياة , والتحدي والتفاعل الإيجابي مع معطيات الدنيا , المشحونة بالمباغتات المحفوفة بالمخاطر والتداعيات.
وما يحصل في واقعنا المقهور بأقلامنا , أن معظم الكتابات تميل للتشاؤم والحزن وتنكر إرادة الحياة , وتشجع على القنوط والتبعية والإستسلام , والتعبير عن الواقع ومحاكاته , وكأنها المرآة العاكسة له , بدلا من رؤيته بزاوية ذات قدرة على دفعه نحو الأفضل , وضخه بالطاقات اللازمة لتجاوزه , والإنطلاق إلى ما يجب أن يكون عليه لصناعة مسيرته المعاصرة الزاهية.
فهل لنا أن نكتب بمداد الأمل لنكون؟!!