18 ديسمبر، 2024 8:01 م

إصنعوا ولا تجزعوا!!

إصنعوا ولا تجزعوا!!

الصناعة أصبحت يسيرة ويمكن لأي مجتمع أن ينطلق بمشاريعه التصنيعية أيا كان نوعها وطبيعتها , فالصناعة في متناول الجميع , ولا توجد عوائق أمامها , والبشر يستطيع تصنيع ما يريده , حال إعماله لعقله وإنطلاقه بثقة في مسيرة الإبداع والإبتكار.
مواد تصنيع أي شيئ متوفرة ويمكن الحصول عليها من مصادر متعددة , فالذي يريد صناعة سيارة يستحضر موادها من عدة شركات , وكذلك الطائرة والأسلحة بأنواعها , وتصنيع الطائرات المسيرة أوضح دليل على ذلك , وقد برعت بها دولتان إقليميتان مجاورتان لأمة العرب.
الإقدام على التصنيع ليس خيارا بل فرضا على المواطنين , ومَن لا يتفاعل بعقل صناعي هو ضد وجود أمته.
فنحن نعيش زمنا تيسرت فيه الأساب وفتحت الأبواب المغلقة , وما عادت الأفكار عسيرة على التخلق والتصنيع , وهناك مجتمعات وفي مقدمتها الصين واليابان , تصنّع أية فكرة ذات قيمة إقتصادية وتحقق ربحية إستثمارية طيبة.
وعقول أبناء الأمة من نسل العقول الحضارية التي سبقت الدنيا في التصنيع والإبتكار , ووضعت المنطلقات العلمية لمسيرة الإختراعات , وفجرت روح الخلق في ميادين الدنيا الواسعة.
فعندما نطلع على أفذاذ الأمة وأعلامها , وما دوّنوه وأوجدوه من مبتكرات ومصنوعات , نجد أنها أمة لا تعرف المستحيل , وفيها طاقات إبتكارية متنامية , ولن تغيب وإن أصابها الخمود والخمول , بسبب قياداتها الجاهلة بقيمتها ومعانيها الحضارية , مما تسبب بردم وجودها وإعتباره مستنقعات تبعث ما يضر ولا ينفع.
ومن الواضح أن بعض مجتمعاتنا المعاصرة تمكنت من الخروج من قمقم الدونية والتبعية , وآمنت بقدراتها ووثقت بنفسها فأوجدت لها مكانة إختراعية ومسيرة إبتكارية ذات شأن معاصر.
ويبدو أن الأمة أخذت تتعافى من أوهامها وتصوراتها التي زُرعت في وعيها الجمعي , وتوثبت نحو غدها المشرق السعيد.
وقل إعملوا وتعقلوا وتفكروا لينبثق من أعماقكم عطاء أصيل!!