19 ديسمبر، 2024 12:48 ص

إصلاح منتهي الصلاحية، والكتلة العابرة للطائفية

إصلاح منتهي الصلاحية، والكتلة العابرة للطائفية

معنى الإصلاح : هو تحسين وضع أو تعديل خطأ في مسار أوسياسة، أوتغيير فاسد، وتعيين أكفاء للإدارة والقيادة،  وتم استخدام مصطلح “الإصلاح”  بالسِياق السياسي في أواخر عام 1700 “من قبل حركة كريستوفر ويفل” التي سعت للإصلاح البرلماني. يتميز الإصلاح عن الثورة بنقاط: فالثورة تسعى للتغيير الشامل و الجذري، في حين أن الإصلاح يهدف لمعالجة بعض المشاكل و الأخطاء الجادة دون المساس بأساسيات النظام، و بهذا فإن الإصلاح يسعى لتحسين النظام القائم دون الإطاحة به؛ و يعد الإصلاح ضرورة في البلدان النامية؛ لتحسين مستوى المعيشة و يتم غالباً بدعم من المؤسسات المالية الدولية ووكالات المعونة، و يمكن أن يتضمن إصلاح السياسات الإقتصادية، والخدمات المدنية، و الإدارة المالية العامة.خلال السنوات المنصرمة، وفي ظِل حُكمٍ لمْ يرَ الشعبُ منه أي (نفع)؛ بسبب المحاصصة والإختلاف والأزمات التي تنشأ نتيجة ذلك، وفي ظل الظروف الراهنة وما سبقها، تتسابق الأحزاب والتيارات بما تمتلك من أدوات إعلامية، بالمتاجرة بآلام الشعب؛ والظهور الإعلامي لأي مسؤول، ليمثل دورالفارس المُنقذ الذي سيهزم الفساد وينتزع حقوق الشعب من الفاسدين، الشعب الذي يؤسفنا القول : بأنه مغلوبٌ على أمره؛ ولم يعد يثق بأي سياسي؛ بسبب المعاناة الكبيرة التي طال أمدها وطغيانها.لِكُلِ حِزبٍ قناةٌ تُمجّده وتَنعتُ تأريخه بالأبيض والمُناهض للديكتاتورية والطغيان، دعونا نُحاسب كل سياسي في هذه المرحلة، ماله وما عليه، منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا، ماهي الإنجازات التي تحققت..؟ وما هو الدور الإيجابي لكل مسؤول..؟ عندما دعا الناشطون ومنظمات المجتمع المدني، لتنظيم تظاهرات تندد بالأوضاع المأساوية للمواطن العراقي، كانت الشرارة الأولى (عفوية)

فعلاً وخرج المواطنين أملاً بالتغيير، رافعين شعار(الإصلاح)، في الفترة الحالية تُطالب جميع الأحزاب والشخصيات السياسية بالإصلاح، بكل مفاصل الدولة؛ فمن هو”الفاسد”؟!قارع الشعب العراقي, الأمويون والعباسيون والعثمانيون والإنكليز وصدام والجوع والعطش وها هو يقارع الفساد والإرهاب والسياسات الحمقاء التي يحاول طغاة العصر فرضها وكأنها صفقة لابد أن تتم .. خلال 35 عاماً عانى عراقيوا الداخل, ظلم وجور دكتاتور؛ تسلط على رقاب الشعب العراقي, كان شِعاره” إما أن تكنْ معي, أو ستكون طعاماً سائغاً للكلاب المسعورة, في غياهبٍ مجهولة”.”جمهورية الخوف” الجمهورية العراقية, جمهورية المقابر الجماعية, 30 مليون شهيداً وليس فقط الشهداء الذين أخرجتهم الجرافات أو أنامل ذوي الشهداء من المحاويل أو نكرة السلمان أو سهل عكاز! كل عراقي عاش في عهد البعث فهو شهيد, فأرحموا الشهداء أيها السياسيون الباحثون عن التسلط والمال ونسيتم جلب الدواء لشعبٍ مات مئات المرات, صدام لم يمت؛ مازال يحكم ويمسك بيمينه مفاتيح باب السلام !الشعب العراقي: هو المجاهد الحقيقي الذي قارع الديكتاتورية, وأكل (النخالة والرمل وشرب الماء الموحل) وصارع الخوف, وأبى ان لا يرحل ويترك الأرض التي أنجبته, الى حفاةٍ عراةْ أنجبتهم الأرض الميتة، إن التحزب أصبح ظاهرة وقبلة لـ”تجار الدم”؛ وقد تكاثر المسيسون بشكلٍ عجيب بسبب كثرة الأزمات وعدم وجود حلول منطقية لها, مما أدى الى بروز بعض المحسوبين على الساحة السياسية, وبدأ المشوار السياسي بشعار مزيف أسموه ” الإصلاح السياسي”, وبعد إن صفق لهم مساكين الشعب (الذين يتشبثون بعصا ناجية) كما يُقال, وبعد إن أصبح لهم كروش ممتلئة, وجيوب عامرة من مال الشعب, أصبحت مطالب الشعب بالنسبة اليهم, غير مشروعة؛ فمطالب الشعب الآنية تضمن إنتقال العراق إلى مرحلة جديدة عبر تكوين كتلة عابرة للمكونات والطائفية، تشترك فيها جميع فئات الشعب العراقي، وهذا هو الإصلاح المنتظر.