23 ديسمبر، 2024 10:39 ص

إصلاح النظام أم إسقاطه؟

إصلاح النظام أم إسقاطه؟

الطريقة الخاصة، مصطلح شاع إستعماله کثيرا في دول المنطقة ولاسيما الدول العربية ذات الانظمة القمعية، فتارة يقال الاشتراکية على الطريقة الخاصة، او الحرية و الديمقراطية على الطريقة الخاصة، ولاريب من ان کل تلك الطرق الخاصة لم تکن سوى أکاذيب مفبرکة و مفتعلة ولم يکن لها من وجود على أرض الواقع، حتى جاء التغيير الحقيقي ليکتسح هذه الانظمة و يقلبها رأسا على عقب و يلقي بها في مزابل التأريخ غير مأسوف عليها.
نغمة الاصلاح المتصاعدة من داخل اروقة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ عهد رئاسة رفسنجاني و مرورا بخاتمي، أقامت الدنيا بصخبها و ضجيجها و تدافعت الکثير من الاوساط الدولية و إنخدعت ببريقها الکاذب لتراهن عليه، لکن مضت الاعوام و العقود و لم يتحقق من شئ على أرض الواقع سوى الکلام الذي لاطائل من ورائه!
الزوبعة”الاصلاحية”الجديدة التي هبت من طهران في آب/أغسطس2013، والتي صفت لصالح حسن روحاني، حيث رافقتها حملة دعايات إعلامية غريبة من نوعها تکاد أن تجعل من روحاني ملاکا في زمن الشياطين، والانکى من ذلك ان هذه الحملة الاعلامية التي تقوم بإضفاء ترتيشات و مساحيق تجميل خاصة على الوجه الحقيقي البشع لروحاني، تنقل أيضا المعلومات عن المناصب التي تقلدها في الاعوام السابقة، ولاسيما منصب رئيس مجلس الامن القومي، ونائب رئيس مجلس الشورى لدورتين متتاليتين ناهيك عن مناصب أخرى حساسة بالاضافة الى أنه أول من أطلق على الخميني لقب”الامام”، فماذا حدث لکي ينقلب هذا الرجل فجأة و يصبح داعية إصلاحي وهو الذي إنتحر ابنه إحتجاجا على إصطفاف والده مع نظام إستبدادي يقمع شعبه؟
الاصلاح المزعوم في النظام الايراني على طريقتهم الخاصة”جدا”، ليست بمختلفة عن مزاعم الاصلاح و الحرية و الديمقراطية التي إنطلقت من العالم العربي و حمل لواءها رؤساء أمثال حسني مبارك و علي عبدالله صالح و بشار الاسد، بل وقد تکون أسوأ منها بکثير لأنه و الحق يقال بأنه و في ظل نظام الرئيس حسني مبارك کانت هناك مساحة محددة لحرية الصحافة مثلما کانت هناك مظاهر لتعددية حزبية محددة أيضا، کما أن نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، کانت هنالك أيضا مظاهر إصلاح و تغيير ولو في أطر ضيقة، وحتى أن النظام السوري ايضا کان يسوق نماذج و اساليب لإصلاح مزعوم هو في صدده، إلا في هذا النظام فإن الاصلاح لم يکن سوى مجرد”علکة”يمضغها مطلقيها فقط من دون أن يکون هناك على أرض الواقع من أي تغيير بذلك الاتجاه، وان مجئ روحاني لن يضيف شيئا جديدا لهذا الملف”التعبان”و”المتهالك” وانما سيکتفي بإطلاق المئات من الخطب و التصريحات الطنانة التي لاتقدم ولاتؤخر، وان الاصلاح الحقيقي الذي ينتظره الشعب الايراني هو ذلك الذي يکفل له الحرية و الديمقراطية الحقيقية و الذي تحمل لواءه منظمة مجاهدي خلق و تکافح من أجله منذ أکثر من ثلاثة عقود و قدمت في سبيله أکثر من 120 ألف قربان من ضمنهم 30 ألف سجين سياسي تم تصفيتهم في صيف عام 1988 و مرت ذکرى الجريمة قبل فترة قصيرة، خصوصا وانها”أي منظمة مجاهدي خلق” نجحت في الاعداد و التخطيط لإسقاط نظام الشاه و لعبت أکبر و أهم دور في الثورة الايرانية التي أطاحت به، وان النظام يعلم جيدا بأن منظمة مجاهدي خلق جادة کل الجدية في مسألة مطالبتها بالحرية و الديمقراطية، ولذلك فإن النظام حاول و يحاول الالتفاف على هذا المطلب الخطير بألاعيب و مناورات کاذبة تدعي الاصلاح و التغيير من دون أن تکون صادقة في مزاعمها بالمرة.
روحاني الذي جاء في مرحلة حساسة و استثنائية، يحاول النظام من خلاله ان يمسك العصا من الوسط وان يخدع المجتمع الدولي لإشعار آخر، لکن مشکلة روحاني لايدرك ان منظمة مجاهدي خلق التي
کانت تشکل أرقا و مشکلة للنظام وهي محاصرة طوال 15 عاما، فکيف بها الحال و هي حرة و يداها مفتوحتان؟
البضاعة التي يروج لها روحاني هي بضاعة رخيصة و تالفة منذ عهد الشاه، وان کل الالوان البراقة المضفية عليها لن يکون بإمکانها أبدا أن تخدع أعين الناظرين إليها، وان مسرحية الانتخابات الصورية الکاذبة في ظل نظام ولاية الفقيه برمتها و روحاني نفسه سيواجه موقفا و کلمة لايحسد عليها أبدا في النشاطات و التحرکات الاحتجاجية الغاضبة للجالية الايرانية على خلفية نشر التسجيل الصوتي الاخير للمنتظري و الذي أزاح الستار عن مسٶولية النظام عن مجزرة دموية بحق 30 ألف سجين سياسي من منظمة مجاهدي خلق في صيف عام 1988، سيکون بمثابة الرد الحازم و الصارم للشعب و منظمة مجاهدي خل على کل حيل و ألاعيب هذا النظام من أجل الاستمرار و التغطية على جرائمه و مجازره و التمهيد لإسقاطه و إلقائه في مزبلة التأريخ.
 [email protected]