23 ديسمبر، 2024 6:53 م

إصلاحات العبادي، تنتظر البوريم والهانوكا

إصلاحات العبادي، تنتظر البوريم والهانوكا

يبدوا العنوان غريبا بعض الشيء، لكن صبركم عليّ الى نهاية المقال.. (اقبض من دبش)، مثل شائع في العراق، حيث يتحدث عن كل عقد كاذب، او صفقة فاسدة، او اتفاق ليس من وراءه غير الفشل، وصفقات الاحتيال وغيرها، ف “دبش”، هو مواطن يهودي عراقي، كان مدير احد الموانئ في البصرة، وكان دؤوب في عمله، يعطي الاجير اجره، وقت استحقاقه، ودون تأخر، ولكن بعد هجرة اليهود، رحل دبش، مما ادى الى تأخر دفع مستحقات العمال، والكادحين، من قبل المدراء، الذين خلفوه، وكان “اي العمال” حين يسألون عن اجورهم؟ يجابوا بأن “اقبضوا من دبش”.

يدأب الانسان في كل يوم، للبحث عن قوته، وما امتزج فيه من سعادة، ترافق نهاية يومه، حين العودة الى بيته، حاملا ما جادت به راحتيه، معزوفة بأنفاسه، طرية بعرق جبينه، يرسمها بابتسامة كادح، او نهاية الوقت الرسمي لموظف ما، فالفرق بينهما، الاجر اليومي للأول، والشهري للثاني.

يقترب وقع خطاه من البيت، آملا بان يجد ما يرفع عن كاهله التعب، فهو جل ما يريد الحصول عليه، هو تقديم السعادة لبيته، على طبق الحلال والجمال، فالرزق الحلال, يدر المال، ويطهر النفس، وينمي المجتمع، ويساوي الفوارق، ويقضي على الفقر.

يصل البيت وسط الجو اللاهب، وما يعتريه من ارق واعياء، فيقطب جبينه هما، لعدم وجود الكهرباء، ثم تبشره امراته بأن موظف الماء، اتى يطالب بتسديد الضريبة، رغم شحته، وان الكهرباء، تطالب بان يشترك ابناء المحلة، ليشتروا على عاتقهم كابينة الكهرباء، والسبب عجز الموازنة! والذي يمنع الحكومة من توفيرها، وان من يعرف ربطها، سيكون متفضلا ان قام بذلك، فأجور عقود الكهرباء لم تصرف بعد، واصحابها ذهبوا للبحث عن قوت يومهم، بسبب الاضراب.

يتردد مواطن اليوم في ارسال ابناءه للعمل، فالملف الامني مزري، والفساد ينهشه، فبمجرد رشوة بعض ضعاف النفوس، كفيل بان يوصل العبوات الناسفة، والسيارات المفخخة الى الهدف المنشود، دون تكلف او كلل.

ضاق صدر المواطن، فلم يجد حتى مكان لمكب النفايات، فضاق ذرعا بمسؤوليه، فخرج مطالبا بالاصلاح؟، وكان التجاوب من قبل رئيس الوزراء، بالوعد والوعيد، فعلق المواطن شماعة آماله عليها، فمطالبته بالكهرباء، والخدمات، وحل مشكلة البطالة، وسلم الرواتب، واطلاق المشاريع المتلكئة، ومحاسبة المفسدين، انتجت له كل الحلول، وهي الغاء وزارة شؤون المرأة!؟.

تيقنا ان دبش قد تسلم المطالب، من العبادي، وهو ينتظر الان عيد البوريم، والهانوكا،”وهي اعياد يهودية الهانوكا(عيد الأنوار) وعيد البوريم(المساخر)، وهذه الأعياد وإن كان لها مظهر ديني، إلا أنها مناسبات احتفالية أساسها جوانب دنيوية من تاريخ وتقاليد اليهود”، ليتلوا عليها صلواته، ويكسبها القداسة، بعد ان اصبحنا نطالب انفسنا، بأن الذي يقودنا، اما يهودي، او شيوعي، فيا لتعاسة الاقدار.