هتاف ينعش القلوب الكسيرة، ويرفع معنويات المتطلعين الى غد أفضل، دوى في ساحة التحرير، مرات ومرات، كما كان مطلب المعتصمين في المحافظات الست قبل أن تفض إعتصاماتهم بالقوة، وهو اليوم شعار كل العراقيين، إنه : الإصلاح.قد يختزل المواطن كل معاناته به، وربما يرى فيه طوق نجاة، لأزماته المتلاحقة ، لكن الجهة المقابلة، المستهدفة بطلب الإصلاح، كيف تراه، ومن أين تبدأ ؟.نعم ، تسمع رجع صدى لصيحات المتظاهرين، مؤيدة لمطالبهم، ومؤكدة العزم على الإصلاح، لكن ما طبيعة هذا الإصلاح، ما شكله، ما لونه، ما أولوياته ؟، وأهم من ذلك : متى يشرع به؟.تساؤلات، لم تتم الإجابة عليها حتى الآن، برغم إعلان السلطة أنها تتبنى الإصلاح، وتسعى اليه، والجماهير من جانبها أيدت ودعمت ، لكن ما هو هذا المشروع الإصلاحي؟، نحن كأننا في ملعب لكرة القدم، والكرة تتقاذفها الأرجل، من دون هدف، سوى فكرة مغيبة تحت ستار الإصلاح.ثم، يبرز سؤال بريء أو خبيث، كل واحد يراه من وجهته : من المسؤول عن الإصلاح؟، لانعني شخصاً معيناً، وإنما هل يمكن أن يكون هو نفسه ذاك الذي خاط في القدر، كما يقول المثل، هو هو، من يتحمل مهمة الإصلاح، على قاعدة : ” اللي خربهه يصلحها”.القضية، ليست وعوداً، أو شعارات حماسية، فقد مل الشعب منها، ولم يعد مستعداً لتقبل جرعات جديدة من إبر المورفين، ولابد من خطوات جادة نحو الإصلاح، في جميع المجالات السياسية والإقتصادية والخدمية، ومحاربة الفساد من الرأس قبل القدم، وإسترداد الأموال المسروقة، وإعادة إعمارالبنى التحتية للصناعة العراقية، والنهوض بالقطاع الزراعي، وقبل ذلك إعادة الإنسان العراقي الى هويته وإنتمائه الوطني. لعلها خاتمة روتينية، لكن لابد منها، لإبقاء ومضة الأمل متوهجة، عسى الا تخيب هذه المرة، برغم الصيحات التي بحت وهي تصرخ : أي إصلاحات، وهل يصلح العـ ( ) ما أفسده ….؟.