23 ديسمبر، 2024 5:19 ص

إشارة المرور الخضراء….

إشارة المرور الخضراء….

علاقاتنا الانسانيه بشكلها الطبيعي تحتم علينا الاحترام المتبادل والإحساس بوجود ودور الاخر في المجتمع لكي يكون الأخير متكامل وبالتالي يكون مجتمعاً راقياً منتجاً،فاحترام المسنين وتقديرهم هو احد تلك الأجزاء التي تميز المجتمعات الراقيه ومثالي على هذا اليوم وبينما كنت في رحلة مستقلاً احد وسائل النقل العام جلس الى جانبي رجلاً مسناً تجاوز عقده الثامن ببضع سنوات تقريباً ويتمتع بصحة جيده قياساً لعمره وكما يقول اكثر أفراد المجتمع هنا عندما يكبر الانسان فاهم شيء هو ان عقله يعمل وبشكلٍ سليم كي يستطيع إدارة حياته ولو بشكلها البسيط دون الحاجه المباشره للاخر، ومن خلا حديثنا الذي بداء كالمعتاد بالتعارف واستمر ليصل الى بعض الخصوصيات تبين لي ان الرجل يتمتع بعقليه ناضجة وصحته الجسدية لابأس بها على الرغم من بطىء حركته ليأخذنا الحديث طويلاً.
     الوقت كان صباحاً وفي بداية الدوام للكثير من الناس لذلك تقراء في اعينهم ذلك الضغط اليومي لبلوغ مقاصدهم والذي في الغالب يسبب بعض الضغوطات والاختناقات المرورية والتي غالباً ماتنعكس على الأفراد ليعبروا عنها بطرق لا اراديه عن طريقة او اسلوبهم في قيادة المركبة او كيفية التعامل مع الآخرين اوحتى في طريقة سيرهم .
     هنا تسائل الرجل المسن عن انطباعي في تطبيق القانون وحدد في ذلك إشارة المرور في ما اذا كنت سائقاً لسياره فأجبته وبكل صراحة انه يجب على السائق فضلاً عن الاختبارات المرورية  التي يجريها ان يتحلى بالصبر وان يكون ملتزماً بقواعد المرور لانها قد تكلف الكثير في ما اذا حصل حادث وأسوأ مافي الحوادث هو ان تزهق فيها ارواح لأبرياء فهذا هو شيء كارثي ومحزن ، وهنا تبسم قليلاً وعرجٓ قائلا:
    أنا وبالرغم من كبر سني هذا لم أجروء على قيادة اي مركبه او اي وسيلة تنقل تعمل بمحرك وعزفتُ عن هذا الامر بالرغم من انها أصبحت من الضروريات في حياة الانسان وخصوصاً في أيامنا هذه والسبب في ذلك هو أنا….. او يتعلق بتكويني النفسي والحسي فأنا قليل الصبر ولاأحتمل الانتظار وفي نفس الوقت لا أحب التجاوز لا على الناس ولا على القانون وخيرُ مثال على ذلك أوضح لك فيه هو إشارة المرور الخضراء تعطيني احساس بالحريه في الحركه بعد السكون الامر الذي يستفزني ولا يعطيني الفرصه لترجمة مايدور حولي او للتمعن في معرفة اتجاهات سير الآخرين ويجعلني ذلك اتخذ قرارات سريعة جداً قد لاتحمد عقباها وفي ذلك قد أتسبب في حوادث للآخرين ،الامر الذي يدعوني للدخول بمشاكل مع الاخر وقد تكون فيها أضرار او مشاكل نفسيه وقد تؤدي الى عقوبات او ماشابه ذلك وعليه قررت عيش حياتي بعيداً عن هذه الحالات مختصراً ذلك كوني أنا وحدي اعرف ماتخفيه نفسي وبالضرورة أنا وحدي من يستطيع حماية الاخر من هذه النفس، وقالها متبسماً وهو راضٍ عن نفسه كل الرضى ذلك مالمسته من تعبيرات وجهه بتجاعيدها…
    إذاً فحاجة المجتمعات الى أشباه هذا التفكير متواصلة وهذا الفكر الذي يعرقل معاصي النفس ويتجنب حدوثها بالتفكير المسبق هو فكر راقي يفرز نتائج مستقبليه ترضى عليها كافة المجتمعات السويه .