البعض يرى أن هناك إسلام قرآن وإسلام حديث , والواقع الفاقع الساطع أن إسلام العمام هو السائد والفاعل في مسيرة الأجيال , وهذا الإسلام مبني على التجهيل بكل شيئ , ليتحول الناس إلى عبيد لعمامة تدّعي المعرفة بالدين وهي من الجاهلين.
وبموجب ذلك تتحقق المتاجرة بالدين , بمعنى أن يكون وسيلة للعيش وكسب المنافع الشخصية على حساب القيم والمبادئ الجوهرية , التي يغلفها المعمم بالتضليل والخداع لتمرير مآربه الرغبوية , وتأمين مطمورات ما فيه.
وعلى مر العصور ما عاد الإسلام إسلاما , ولا الدين معرفة وعلما , وإنما عمامة ذات مواصفات ما , ومن حولها قطيع بشر , يقلدها ويترجم رؤاها وتصوراتها ويحسب ما يقوم به هو الدين القويم.
وبما أن العمائم تتنافس وتتصارع , فذلك ينعكس على المكبلين بها , فتتسبب بالتفاعلات السلبية بين أبناء الدين الواحد , لأن كل عمامة تدعي أنها تمثل الدين , وتأتيك بتبريرات وتسويغات ما أنزل الله بها من سلطان , وما أكثر ما تردد كلمة “إجماع” , وما إجتمعت العمائم على رأي واحد , بل أكلت بعضها , واستهدفت عقول الأمة وأعلامها , وفقا لما تراه وتسوغه من أفاعيل بإسم الدين الذي تتصوره على هواها.
تلك حقيقة صادمة يتغافلها المفكرون وذو الأقلام , خوفا مما لا تحمد عقباه , لأن إسلام العمامة يكفر ويزندق ويطلق الفتاوى المعادية لأبسط مبادئ الدين , فالقتل في عرف أكثرهم من صدق الإيمان والغيرة على الدين.
فالذي يخالف إسلام العمامة مصيره القتل , بعد تكفيره وهدر دمه , وترويع مَن يسير على خطاه.
فاين الإسلام ولكل عمامة دين , تسميه إسلاما , أنظروا على مدى التأريخ ستجدون , إسلام العمامة هو الفاعل في الحياة , أما الإسلام الذي سطعت رسالته فمطمور في ثنايا الكتب وممنوع من الحياة , لأنه لا يخدم مصالح المتنفذين والقابضين على مصير الشعوب والأمم.
وبما أن إسلام العمامة يؤمّن مصالح الطامعين بالوجود العربي والمسلم , فأنه يزدهر ويتلقى الدعم المطلق من الذين يستخدمونه لتأمين مصالحهم , وإنجاز مشاريعهم دون خسائر كبيرة.
فكيف سنكون؟!!