تقول الكاتبة والباحثة في الشأن الإيراني منى سالم الجبوري 🙁 إنَّ التمعن و التدقيق في الاوضاع السياسية و تداعياتها و سياقاتها المختلفة توضح وبناءا على الکثير من الادلة و المؤشرات المتباينة بأن لنظام الملالي في إيران دوراً بارزاً و مؤثراً، وان هذا الدور من القوة و التأثير بحيث لايمکن التفکير في تحديده او إنهائه من دون التأثير على طهران نفسها ، والتدخل في دول المنطقة هو أحد رکائز الاستراتيجية التي تتبعها طهران و تشکل مخلب القط الذي تفرض بواسطته إملاءاتها و شروطها على دول المنطقة من جانب وتستخدمها کورقة ضغطٍ على طاولة المفاوضات مع الدول الکبرى من جانب آخر، ومن الخطأ التصور او الاعتقاد بأن طهران ستغير هذه الاستراتيجية بين عشية و ضحاها او أن تيار الاصلاح و الاعتدال المزعوم سيقوم بوضع حدٍّ لذلك، حيث أن هذه الاستراتيجية هي في الحقيقة الاساس الذي بني عليه النظام الإيراني ويرتبط بها جدليا مصيره، ولذلك يجب أن نأخذ هذه النتيجة بعين الاعتبار و نحن نفکر بإنهاء التدخلات الايرانية في العراق و المنطقة.
وأمام تلك النتيجة، فالمنطقة أمام موقف صعب و خيارات أحلاها مر، وانها لا يمکن أن تضع حداً لهذه التدخلات إلا من خلال طهران نفسها، وبطبيعة الحال فإن التفاوض مع طهران يعني الانقياد لرغباتها و نزواتها وليس هناك من يضمن أي إلتزام لها بکف شرورها عن المنطقة، ولهذا فإن الحل المثالي الوحيد يکمن في تغيير النظام، وان ذلك رهن بالشعب الايراني و المقاومة الايرانية حيث شهد العالم کله في يوم السبت 13 يونيو الماضي في باريس التجمع الضخم للمقاومة الايرانية حيث هتف أکثر من 150ألف إيراني معارض مطالبين بالتغيير و إسقاط النظام، ولست أدري الى متى تظل دول المنطقة تنأى بنفسها عن دعم الرفض الشعبي الايراني للنظام القائم في طهران، و يتجاهل المجتمع الدولي المقاومة الايرانية التي تشکل رأس الحربة التي توجه النشاط السياسي و الفکري و التعبوي ضد نظام طهران؟ ألم يحن الوقت لکي تمد دول المنطقة والمجتمع الدولي يد العون و المساعدة و التإييد للمقاومة الايرانية التي تعبر عن آمال و طموحات الشعب الايراني؟ أليس هو الوقت الامثل لرد الصاع صاعين لطهران و إثبات حقيقة أن من کان بيته من زجاج فالاولى به ألاَّ يرمي الاخرين بالحجارة ( إنتهى كلام الكاتبة والباحثة منى الجبوري ) .
((الحل يكمن في قطع دابر هذا النظام من المنطقة بأسرها وإسقاط خليفة التطرف والإرهاب الحاكم في إيران ))
هکذا طرحت زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي رؤيتها للأوضاع في المنطقة، والذي ينبع من أساس و من واقع الاستراتيجية المشبوهة لنظالم الملالي ذلك أن هذه الاستراتيجية لايمکن أن تتوقف إلا بتغيير النظام الفارسي الإيراني وإسقاط حكم عمائم ولي الفقيه.